الأحد، 3 فبراير 2013

الفصل 15 اختيار المستثمر المغامر للأسهم



الفصل 15
اختيار المستثمر المغامر للأسهم  
لقد تناولنا في الفصل السابق إختيار الأسهم العاديه في اطار مجموعات موسعه من ألاوراق الماليه الممتازه التى يمكم أن يختار منها المستثمر المتحفظ القائمه التى يفضلها هو أو مستشاره شريطه تحقيق التنوع. للقد ركزنا في عمليهه الاختيار على عمليات الاستبعاد ونصحنا المستثمر بالابتعاد عن الإصدارات عاليه الجوده إذا كانت باهظه الثمن ،بحيث ينطوى على مخاطر مضاربه شديده . و في هذا الفصل ،الموجه إلى المستثمر المغامر، علينا التفكير في امكانيات ووسائل عمليات الاختيار الفرديه التى من المحتمل أن تكون أكثر تحقيقا للربح عن غيرها من الاساليب العاديه الموسعه.
ولكن مااحتمالات النجاح في القيام بذلك؟لن نتحرى الصدق إذا لم نعبر منذ البدايه عن بعض التحفظات الخطيره في هذا الصدد .وقد يبدو منذ الوهله ألاولى أن الاختيار الناجح أمر واضح تماما و إن تحقيق نتائج عاديه – تساوى على سبيل المثال مستوى أداء مؤشر " داو جونز " - لا يتطلب أيه قدرات خاصه من أي نوع، وكل مايتطلبه الامر هو وجود حافظه ماليه مماثله أو متشابهه لتلك الإصدارات البارزه البالغ عددها ثلاثين اصدار .لذلك فمن المؤكد أن اعتماد المرء على مستوى متوسط من المهاره – التى يكتسبها من الدراسه أو الخبره أو من قدرات طبيعيه – يؤهله لتحقيق نتائج أفضل من تلك التى يحققها "  داو جونز "  .
ومع ذلك ،هناك مايكفى من الدلائل التى تشير إلى صعوبه الوصول إلى هذه الغايه ،على الرغم من أن مؤهلات من يحاولون القيام بذلك هى ألارفع من نوعها. وتتضح تلك الدلائل في سجل العديد من شركات الاستثمار أو  " الصناديق " التى تمارس نشاطها منذ سنوات . وتبلغ هذه الصناديق من الضخامه مايجعلها تستعين بخدمات أفضل المحللين الماليين أو أفضل محللى الاوراق الماليه الموجودين في هذا المجال ، إلى جانب امتلاكها للأساسيات والمكونات اللازمه لتشكيل ادارات بحثيه متخصصه  . أن قيمة نفقاتها التشغيليه إذا ماتم توزيعها على رأسمالها الضخم سوف تصل نسبة ال1% تقريبا في المتوسط كل عام أو اقل . و لا تعد تلك تكاليف مهمله في حد ذاتها ؛ و لكن عند مقارنتها بالعائد السنوى الاجمالى ألاجمالى للأسهم العاديه التى يصل إلى 15% خلال العقد الممتد من عام 1951 إلى 1960 أو حتى بالعائد الذي بلغ 6% في الفتره من 1961 إلى 1970 ، فأنها لن تكون ضخمه. أن توافر ادنى حد من القره الفائقه على الاختيار يمكنه التغلب بسهوله على عقبه التكلفه وتحقيق نتائج اجماليه صافيه رائعه لحمله أسهم  الصندوق .
ولكن إذا نظرنا إلى الصناديق الاستثماريه نظره اجماليه فسوف نجد أن جميع الصناديق الأسهم العاديه اخفقت لفتره طويله من الزمن في تحقيق عائد جيد مثل العائد الذي حققته متوسطات  " ستاندر أن بوروز 500 "  أو السوق بأسره . و لقد أكد العديد من الدراسات الشامله هذه النتيجه . وفيما يلى احدى المقتطفات من أحدث دراسه تناولت الفتره مابين عام 1960 وعام 1968:

 " يتضح لنا من تلك النتائج ،على مايبدو، أن المحافظ الماليه العشوائيه لأسهم بورصه نيويورك التى تتضمن استثمارات متساويه في كل سهم كانت أفضل أداء في المتوسط من الصناديق المشتركه التى تنتمى إلى نفس فئه المخاطره . و لقد كانت الاختلافات واضحه في المحافظ منخفضه ومتوسطه المخاطر  ( 3,7% و 2,5% سنويا كل على حده )  ، و لكن كانت الاختلافات ضئيله نسبيا بالنسبه للمحافظ مرتفعه المخاطره  ( 0,2% سنويا )  "

وكما اوضحنا في الفصل التاسع ، فإن هذه الأرقام المقارنه لا تنفى باى حال من ألاحوال فائده صناديق الاستثمار كمؤسسه استثماريه ، حيث تتيح لجميع أفراد المستثمرين تحقيق نتائج متوسطه من التزاماتهم الخاصه بالأسهم العاديه. ولعده أسباب مختلفه، فإن غالبيه أفراد العامه الذين يستثمرون اموالهم في الأسهم العاديه التى يختارونها بأنفسهم يخفقون في تحقيق نتائج طيبه مماثله.
ولكن بالنسبه للمراقب المحايد ن فإن اخفاق الصناديق في رفع مستوى أداء أسهم  عاديه واسعه النطاق لهو اشاره ذات مغزى تدل على أن تحقيق مثل هذا الأنجاز ليس سهلا وميسورا ولكنه غايه في الصعوبه .
ولكم لماذا ينبغى أن يكون الحال هكذا ؟ يمكننا التفكير في تفسيرين محتملين قد يكون أي منهما قابلا للتطبيق جزئيا . اولهما احتمال أن تكون سوق الأسهم تقوم بالفعل من خلال الأسعار الحاليه بتقديم انعكاس ليس فقط للحقائق المهمه حول الاداء السابق والحالى لللشركه ،ولكن لأى توقعات معقوله حول مستقبلها .و إذا كان هذا هو الحال فإن تحركات السوق المختلفه التى تدث تبعا لذلك – والتى عاده ماتتسم بالتطرف – ينبغى أن تكون نتيجه للتطورات اللجديده والاحتمالات التى يتعذر التنبؤ بها على نحو يتمتع بالمصداقيه ،وهو الامر الذي يجعل تحركات السعر عشوائيه وتعتمد على المصادفه ،وهو الامر الذي يجعل تحركات السعر عشوائيه وتعتمد على المصادفه . وبناء على مدى صحه المقوله السابقه فأن عمل المحلل المالى – مهما بلغ من الذكاء والدقه – بلا فاعليه ،فعمله في جوهره ماهو إلا محاوله التنبؤ بما لا يمكن التنبؤ به.
ان الزياده الهائله في اعداد المحللين الماليين قد يكون لها دور مهم في افراز هذه النتيجه . فمع وجود المئات ،بل الآلاف من الخبراء الذين يدرسون عوامل القيمة وراء السهم العادى المهم ، فمن الطبيعى تماما أن يعكس سعره الحالى أجماع الآرائ المستنيره على قيمته . والذين قد يفضلونه على غيره من الإصدارات الماليه الاخرى قد يفعلون ذلك لأسباب شخصيه متحيزه ،او بدافع من شعورهم بالتفاؤل وجميعها أسباب تحتمل الصواب بقدر ماتحتمل الخطأ.
ولقد كان يتبادر إلى اذهاننا دائما الشبه القائم بين اداء مجموعه المحللين الماليين ب " وول ستريت "  وأداء مجموعه من لاعبى  " البريدج "  باحدى دورات لعبه  " البريدج "  الزوجيه فالمحللون يحاولون إختيار الأسهم التى ترتفع احتمالات تحقيقها للنجاح بينما يحاول لاعبو  " البريج " تسجيل أعلى نتيجه في كل مره يلعبون ،ولكن قلما تجد من يستطيع تحقيق أي من هذين الهدفين. ونظرا لتساوى لاعبى  " البريدج " فى الخبره ،فان تحقيق التعادل يتم من خلال مشاعر التعاطف القائمه بين أبناء المهنه الواحده، يحيث يتم تبادل الافكار والاكتشافات و في اللقاءات المختلفه التى تتم بينهم . أن ألامر أشبه مايكون – كما استعنا بتشبيه لعبه  " البريدج " - وكأن مختلف الخبراء يقفون وينظرون من فوق أكتاف زملائهم ويتجادلون حول لعبه يتم لعبها.

أما الاحتمال الآخر فهو مختلف تماما . فقد يعوق رؤيه العديد من المحللين الماليين وجود عيب أو نقص مافى ألاسلوب ألاساسى الذي يتبعونه لمعالجه مشكله إختيار الأسهم. فهم يبحثون عن الصناعات التى تتوافر لها أفضل امكانيات النمو ويبحثون في اطار هذه الصناعات عن الشركات التى تتمتع بأفضل مستوى ادارى إلى جانب مزايا اخرى ، مما يدفعهم إلى شراء أسهم  تلك الصناعات وتلك الشركات بأى ثمن مهما كان مرتفعا ،وتجنب الصناعات التى تقل احتمالات تحقيقها لمعدلات نمو واعده مهما بلغ رخص اسعارها . وقد يكون هذا العمل من جانبهم هو الاجراء الصحيح الوحيد إذا كانت أرباح الشركات الجيده من المؤكد أن تحقق معدل نمو سريع إلى أجل غير مسمى في المستقبل . و في هذه الحاله تصبح قيمة الأسهم من الناحيه النظريه لا نهائيهو إذا كان مقدرا للشركات الأقل نموا أن تنقرض و لا امل في انقاذها يكون المحللون محقين في زعمهم بأنها ليست جذابه بأى سعر تكون.
ولكن الحقيقه أمر مختلف تماما . فقلما تنجح الشركات في تحقيق معدلات نمو مرتفعه ومستمره دون انقطاع لفترات طويله من الزمن . وقلما تعانى الشركات الكبرى من الانقراض نهائيا. فتاريخ معظم الشركات حافل بالتقلبات صعودا وهبوطا والتغير الذي يطرأ على مراكزها ،وفى بعض الحلات تدور تلك الشركات في فلك التحول من السراء إلى الضراء والعكس – كانت هذه العباره تنطبق أصدق ما تكون على صناعه الحديد – وبالنسبه لآخرين كانت التغيرات الواضحه ترتبط أشد ماترتبط بتدهور مستوى الاداره أو بتحسنها
ولكن إلى أي مدى تنطبق النقاط آنفه الذكر على المستثمر المغامر الذي يرغب أخذ على عاتقه تنفيذ مهمه صعبه يتعذر تنفيذها . و لا ينبغى أن يتوقع قراء هذا حافظتهم الماليه على كبار محللى البلاد . و لكن إذا كان أمرا حقيقيا أن جانبا كبيرا من سوق الأسهم عاده مايتعرض للتحامل أو الاهمال التام و في يسمح له بالاستفاده مما ينتج عن ذلك من عمليات تخفيض في قيمة الأسهم.
ولكن لكى تكلل جهوده بالنجاح عليه اتباع أساليب محدده غير مقبوله بصفه عامه في  " وول ستريت "  وطالما أخفقت الأساليب التى تحطى بالقبول في تحقيق النتائج التى يود الجميع تحقيقها . وقد يبدو أمرا غريبا – مع وجود جميع تلك العقول المحترفه في سوق البورصه- أن تكون هناك أساليب صحيحه و إن كانت غير مقبوله نسبيا . و مع هذا فإن مجالنا المهنى وسمعتنا تقوم على هذه الحقيقه المستبعده


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق