الأحد، 3 فبراير 2013

الفصل الرابع


الفصل الرابع
                                                                                                                                                                    و حققت السندات متوسطة الأجلف  (  ثلاث إلى خمس سنوات  )  متوسط عائد 6.35 % ، و قصيرة الأجل 6.03 % .
و في عام 1970 كان ابتياع عدد من السندات العتيقة بخصم كبير أمرا يسيرا . و كان يتم قبول بعض من تلك السندات بقيمتها الاسمية ، سندات الخزانة  الأمريكية  التى تستحق في عام 1990 ، و تمنح عائدا قدره 3.5 % ، و كان يتم بيعها عند 60 في عام 1970 ، و لكن ارتفعت قيمتها لتصل إلى 77 في نهاية عام 1970 .
ومن الجدير بالذكر أن سندات الالتزام  الأمريكية  غير المباشرة تفوق عوائدها سندات الالتزام المباشرة ذات تاريخ تاريخ الاستحقاق نفسه . و يتم حاليا حاليا و نحن نسطر هذه الكلمات طرح " الشهادات التى يضمنها وزير النقل بوزارة النقل  الأمريكية  ضمانا تاما " ، و تدر عائدا يبلغ 7.05 % ، بما يزيد بـ 1 % على سندات الالتزام المباشرة التى تستحق في نفس العام  (  1986  )  . و قد أصدرت هذه السندات في الأساس باسم أمناء شركة " بين سنترال ترانسبورتيش " ، و لكنها بيعت بناء على بيان من النائب العام للولايات المتحدة جاء فيه أن الضمان " يخلق التزاما عاما على الولايات المتحدة التى تدعمها بضمان مركزها الائتمانى . و لقد كان هناك عدد كبير من سندات الالتزام غير المباشرة التى كانت تضمنها حكومة الولايات المتحدة في الماضى و لقد تم الوفاء بها جميعا .
و قد يتساءل القارئ لم كل هذا الضجة التى تشتمل على مايبدو أنه توفر ضمان شخصى من وزير النقل ذاته ، و التكلفة الكبيرة التى يتحملها دافع الضرائب في نهاية الأمر ؟ يرجع السبب الرئيسى وراء أسلوب التعامل غير المباشر إلى حد الدين الذي يفرضه الكونجرس على الاقتراض الحكومى .
و كما هو واضح ، لا تعد الضمانات التى تعطيها الحكومة بمثابة ديون ، و هى دلالة خفية يلتقطها المستثمر المحنك . و الفائدة الرئيسية التى يتم الحصول عليها من هذا الأمر هى اصدار " سندات هيئة الاسكان " المعفاة من الضريبة ، و التى تتمتع بما يعادل الضمان الذي تمنحه الولايات المتحدة ، و تعد تلك السندات هى الإصدارات الوحيدة المعفاة حقا من الضريبة و المعادلة للسندات الحكومية . المثال الاخر على السندات المدعومة حكوميا هى تلك السندات التى يطلق عليها سندات الدين الاجتماعية الجديدة التى تم طرحها في سبتمبر عام 1971 وتدر عائدا يبلغ 7.60 % .
3 . سندات البلديات و سندات الولاية : تعفى هذه السندات من ضرائب الدخل الفيدرالية و ضرائب الدخل المفروضة داخل الولاية التى أصدرها فحسب . و تمثل تلك السندات التزاما مباشرا على الولاية أو أي سلطة تابعة لها أو تكون " سندات ايرادية " تعتمد مدفوعات فوائدها على متحصلات المرافق من رسوم الطرق السريعة ، و الجسور و ايجارات المبانى و غيرها . و لا تتمتع كل السندات المعفاة من الضريبة بالحماية الكافية ، لتبرير اقدام المستثمر المتحفظ على شرائها . و لكنه يستطيع الاعتماد في شرائها على التصنيف الذي يحصل عليه كل اصدار من مؤشر " اس اند بى " أو مؤشر " موديز " . و على أية حال يعد الحصول على تصنيف واحد فقط من التصفيات الثلاثة المرتفعة التى تمنحها أي من تلك المؤسسات  (  A A A  )  A a a ،  ( A a  (   و A a  أو الجيدة A   )  بمثابة مؤشر مؤشر كاف لتوافر عنصر الأمان في أي سند . و يختلف عائد هذه السندات باختلاف اجال الاستحقاق و نوعية السند ، حيث تدر السندات انية الاستحقاق عوائد منخفضة . في أواخر عام 1971 بلغ متوسط تصنيف الإصدارات التى يمثلها مؤشر " ستاندرد اند بورز " لسندات البلديات مستوى  ( A A  )  و أجل استحقاقها و صل إلى عشرين عاما و عائدها بلغ 5.78 % . و في الوقت نفسه حازت سندات " فاينلاند " و سندات " أن جاى " على تصنيف  ( A A  )   و أجل استحقاق بعد سنة واحدة بعائد بلغ 3 % فقط ، و ارتفع إلى 5.8 % عندما تم تأجيل تاريخ استحقاقها لعامى 1995 و 1996 .
4 . سندات الشركات : تخضع تلك السندات للضرائب الفيدرالية و الضرائب التى تفرضها الولاية . و في أوائل عام 1972 كانت السندات الممتازة تدر عائدا يصل إلى 7.19 % و يبلغ أجل استحقاقها خمسة و عشرين عاما ، و ذلك طبقا لما نشره مؤشر " موديز " لسندات الشركات ذات تصنيف A a a  . أما السندات التى يطلق عليها السندات المتوسطة و المنخفضة التصنيف – B a a  -  فقد بلغت عوائدها عن اجال الاتستحقاق طويلة المدى 8.23 5 .  و مما سبق يمكننا القول بأنه في وقت من الفئات تدر السندات قصيرة الاجل .
تعليق : تشير النقاط الموجزة سالفة الذكر إلى أن فئات السندات الممتازة تتيح أمام المستثمر العادى خيارات عدة . و يستطيع المستثمرون الذين ينتمون لشرائح ضرائب دخل مرتفعة أن يحققوا صافى عائد أفضل من السندات المعفاة من الضريبة عن تلك الخاضعة لها . و بالنسبة لأنواع السندات الأخرى – فإن مدى العائد الخاضع للضريبة في أوائل 1972 كان يتراوح فيما يبدو بين 5 % بالنسبة للسندات الإدخارية  الأمريكية   (  بما تشتمل عليه من خيارات أخرى خاصة  )  و 7.5 % بالنسبة لسندات الشركات الممتازة .

الاستثمار في السندات ذات العائد المرتفع

يمكن للمستثمر الحصول على عائد أكبر من سنداته إذا ما ضحى بالجودة . لكن أثبتت التجربة أن الحكمة تقتضى من المستثمر العادى أن ينأى بنفسه عن تلك السندات التى تدر عائدا مرتفعا للغاية . ففى الوقت التى تيسر له عائدا كليا أفضل من ذلك الذي توفره العائدات فائقة الجودة ، إلا أنها قد تعرضه للعديد من التطورات غير المواتية الخطيرة ، و التى تتراوح ما بين إنهيار الأسعار الذي سوف يقض مضجعه ، و الاعسار .  (  و على الرغم من أن فرص الشراء بأسعار متدنية ، تكون أكبر في السندات منخفضة الجودة ، لكن اقتناصها يتطلب دراسة و مهارة  )    .
و تجدر الاشارة هنا إلى أن القيود التى يفرضها الكونجرس على اصدار السندات  الأمريكية  المباشرة قد أفرز نوعين على الأقل من أنواع " فرص ابرام صفقات جيدة " يمكن لمن يستثمر في الالتزامات المدعومة حكوميا أن ينتفع بهما .

الودائع الإدخارية كبديل للسندات
قد يحصل المستثمراليوم على معدل فائدة من ودائعه الإدخارية في مصرف تجارى أو ادخارى  (  أو من شهادات الادخار المصرفية  )  يماثل في ارتفاعه ما يحصل عليه من السندات الممتازة ذات تاريخ الاستحقاق القريب . و في الوقت الذي قد ينخفض فيه معدل الفائدة على الحسابات الإدخارية المصرفية في مستقبل إلا أنها تظل بديلا ملائما للاستثمارات السندية قصيرة الأجل .

الأوراق المالية القابلة للتحويل

تمت مناقشة هذا الموضوع في الفصل السادس عشر . كما تناولنا تفاوت أسعارالسندات بصورة عامة في الثامن بعنوان " المستثمر و تقلبات السوق "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم يعد هناك أي وجود لسندات الأسكان الجديدة و سندات الدين الاجتماعية . و لقد كانت سندات " هيئة الاسكان الجديدة " تدعمها وزارة الاسكان و التطوير العمرانى المدنى و معفاة من ضرائب الدخل ، و لكن لم يتم اصدارها منذ عام 1974 . و لقد أجاز سندات الدين الاجتماعية – التى تحظى بدعم وزارة الاسكان و التطوير العمرانى المدنى – القانون الفيدرالى الذي تم اصداره عام 1968 . و جرى اصدار ما قيمته 350 مليون دولاراً من تلك السندات في عام 1975 ، لكنها تم الغاؤها في عام 1983 .      
شروط الاستدعاء

لقد ناقشنا باستفاضة في الطبعات السابقة مثل هذا النوع من التمويل السندى اذ اشتمل على غبن
عظيم للمستثمر قل من لاحظه . ففى الحالات التقليدية للسندات يمكن استدعاء قيمة السند بعد
اصداره بفترة وجيزة  وبفائدة متواضعة تفوق سعر الاصدار بـ 5 % على سبيل المثال . مما
 يعنى  أنه في و في فترات التقلبات الهائلة يتحتم على المستثمر تحمل العبء الاكبر للتغيرات
 غير المواتية  وعدم حصوله إلا على فتات ما قد تسفر عنه أي ظروف أخرى مواتية قد تحدث.
مثال على ذلك : و هو سندات دين الطاقة والكهرباء  الأمريكية  ، بمعدل عائد يبلغ 5 % ، وفترة
استحقاقها البالغة 100 عام ، والتى بيعت للجمهور بــ 101 دولاراً عام 1928 . بعد ذلك بأربع
سنوات ، و في ظل انتشار حالة من الذعر تقريبا ، تدنى سعر تلك السندات الجيدة ليصل الى
 62,5 دولاراً ، وعائد يبلغ 8 % . وبحلول عام 1946 ، و بعد حالة الانقلاب العكسى ، أمكن بيع
هذه السندات بعائد يقدر بــ 3 % فقط في الوقت الذي كان ينبغى فيه الحصول على عائد ال 5 %
عندما يصل السعر المعروض إلى  160 دولارا . لكن استغلت الشركة عند هذه النقطة الميزة
التى يمنحها لها حق الاسترداد ، واستردت الاصدار عند سعر 106 دولارات فقط .
ان خاصية الاستدعاء التى تتوافر في عقود بيع السندات أشبه ما يكون بلعبة  " ملك و كتابة " .
وبعد طول انتظار رفضت الجهات التى تبتاع هذه السندات هذا البند الظالم . و في الوقت الراهن
تم توفير الحماية على اصدارات الكوبونات مرتفعة الجودة وطويلة الاجل ، بحيث اصبح من
المتعذر استعادة قيمتها قبل مرور عشر سنوات أو أكثر من تاريخ اصدارها ، و على الرغم من أن
ذلك فرض قيودا على فرص إرتفاع أسعارها إلا أنه لم يكن أمرا ظالما . واننا لننصح المستثمر
فى السندات طويلة الأجل بأنيضحى بمقدار ضئيل من العائدات لقاء تلافى حق استدعاء السند
لمدة تتراوح ما بين عشرين وخمسة وعشرين عاما تقريبا .  وبالمثل يوفر شراء كوبونات
السندات منخفضة العائد  .


السياسة  عامة للمحافظ الاستثمارية : المستثمر المتحفظ‏03‏/02‏/2013

بخصم مميزات تفوق تلك التى يمنحها بيع كوبونات السندات مرتفعة العائد بقيمتها الاسمية ،
والتى يمكن استدعاؤها في غصون سنوات قليلة. اذ أن الخصم ــ  أي على سند 3.5 % عند
 63.5 % من القيمة ، وبعائد يبلغ 7.85 % ــ يوفر الحماية التامة ضد صور الاستدعاء  كافة .

الاسهم الممتازة غير القابلة للتحويل

هناك  ملاحظان عامة ينبغى تناولها في هذه المرحلة حول موضوع الأسهم الممتازة . فالأسهم
الممتازة حقا و إن كانت موجودة و في المتناول ، إلا أن الاطار الاستثمارى الذي تعمل فيه اطار
سيئ  . ويعتمد المستثمر الذي يلجأ إلى هذا النوع من الاستثمار في تأمين نفسه على قدرة الشركة
ورغبتها في سداد التوزيعات عن أسهمها العادية . و ما أن تلغى الشركة توزيع أرباح الأسهم
العادية ، أو حتى تتعرض هذه التوزيعات للخطر ، يصبح هو ذاته في خطر لأنه ما من شئ يلزم

المديرين بمواصلة توزيع أرباح الأسهم العادية ما لم يكونوا هم أنفسهم من بين المستثمرين فى
الأسهم العادية للشركة  . و من ناحية أخرى ، لا تمنح الأسهم الممتازة أية حق في المشاركة في
أرباح الشركة تفوق معدل التوزيعات الثابت . لذا يفتقر حامل السندات الممتازة في هذه الحالة
القوة القانونية التى تمنحها السندات لحاملها  (  كدائن  )  ، وكذلك فرص الربح التى تمنحها الأسهم
العادية لحامليه  (  كشريك  )  . أن أوجه الضعف التى تشوب الوضع القانونى للأسهم الممتازة
تطل برأسها بوضوح مرة بعد أخرى خاصة خلال فترات الكساد ، فقلة  قليلة منها فقط هى
التى تتمتع بقوة تبوئها وضعا استثماريا مطمئنا في خضم الظروف السيئة كافة . وكما علمتنا
الخبرة ، فإن الوقت الأمثل للاقدام على شراء الأسهم الممتازة هو عندما تتدنى أسعارها للغاية
بفعل الأزمات الاقتصادية  (  ففى مثل هذه الأوقات تعد الخيار الأمثل للمستثمر المقدام ، إلا أنها
تعد استثمارا غير تقليدى بامرة بالنسة للمستثمر المتحفظ   )  .
بعبارة أخرى ، يتوجب شراء تلك الأسهم أما في وقت تدهور أسعارها ، واما عدم الاقدام على
شراء ابدا . ولسوف نتناول لاحقا الاوراق المالية التى تتوافر فيها المميزات المماثلة والقابلة
للتحويل ، والتى توفر فرصا خاصة لتحقيق الربح . إلا  أنها تعد جميعا استثمارات غير عادية
بالنسبة للحافظة الاستثمارية المحافظة .
ومن الصفات الخاصة الأخرى التى يتسم  بها الوضع العام للأسهم الممتازة ويجدر بنا ذكرها
هى أنها تتمتع بوضع ضريبى أفضل أن كان المشترى شركة من الشركات لا مستثمرا فرديا  ،
اذ تسد الشركات ضريبة دخل لا تتجاوز ال 15 % من قيمة الدخل التى تحصل عليه من عوائد
الاوراق المالية ، بينما تسدد الضريبة كاملة عن جميع الدخل التقليدى الذي تحصل عليه من
الفائدة  .  لقد استقر سعر ضريبة الشركات من عام 1972 على 48 % مما يعنى أنه عن كل سهم
عادى بقيمة 100 دولاراً تسدد ضريبة قدرهل 7,20 دولاراً لا غير ، بينما تبلغ قيمة الضريبة على
عائد السند الذي تبلغ قيمته 100 دولاراً حوالى 48 دولارا . من ناحية أخرى ، يسدد المستثمر
الفردى نفس قيمة الضريبة على استثمارته في الأسهم الممتازة و على الفوائد التى يتحصل عليها
من السندات ، باستثناء حد منخفض من الاعفاء . لذلك كمت تملى علينا أحكام العقل و المنطق لا
ينبغى أن يقدم على الاستثمار في السندات المعفاة من الضرائب سوى المستثمر الفردى الخاضع
لضريبة الدخل   .

فئات أشكل الأوراق المالية

مما لا شك فيه أنه من اليسير كما ناقشنا في هذا الكتاب فهم طبيعة السند و السهم الممتاز ، حيث
يحق لحامل السند الحصول على فائدة ثابتة وأصل قيمة السند في تاريخ محدد . كما يحق لصاحب
السهم الممتاز الحصول على توزيعات الأسهم العادية . كما لن يكون له الحق في استرداد أصل مبلغ استثماره في أي وقت محدد .  (  وقد تكون تللك التوزيعات تراكمية أو غير تراكمية . وقد يكون له حق التصويت وقد لا يمنح هذا الحق  )  .
ان النقاط سالفة الذكر توضح و لا شك الشروط القياسية و طبيعة أغلب السندات و الأسهم الممتازة
، ويبقى مع ذلك عدد لا يحصى من أشكال الأوراق المالية الأخرى وأشهرها الأسهم القابلة
للتحويل و الإصدارات الاخرى المماثلة ، وكذلك سندات الدخل . و في هذا النوع الاخير ا يتوجب
على الشركة توزيع أية عوائد ما لم تجنيها هى أولا .  (  وقد تتراكم الفائدة غير الموزعة كضمان
للمكاسب المستقبلية ، إلا أن فترة هذا التراكم لا تتعدى ثلاث سنوات  )   .

وينبغى أن يزيد لجوء الشركات لسندات الدخل عن ذى  قبل . اذ أن تجنب هذه الشركات للاستثمار في سندات الدخل قد نتج بلا شك عن مجرد مصادفات اقتصادية ــ حيث استخدم هذا النوع من السندات لأول مرة في إعادة تنظيم أذهان الناس منذ البداية بالاوضاع الاستثمارية الواهنة والوضع المالى المتدهور . ورغم هذا ، يتمتع ذلك النوع من السندات بعدة مميزات عملية ، وخاصة عند مقارنته بــ  ـ  أو الرغبة في احلاله محل ــ العديد من الأسهم الممتازة الحالية معا وأبرز هذه الميزات امكانية استقطاع الفائدة التى تدفع من دخل الشركة الخاضع للضريبة ، مما يقلل في الحقيقة من التكلفة التى يتحملها رأس المال عن هذا النوع إلى النصف . وقد يتراءى للمستثمر أنه من الأفضل امتلاكه لما يلى :
( 1 )  تمتعه بحقه غير مشروط في الحصول على الفائدة فور جنى الشركة لها .
 ( 2 )  تمتعه بحق توفير الحماية له ــ بخلاف اجراءات الافلاس  ــ ما لم تم جنى الفوائد ودفعها . و من الممكن تعديل شروط سندات الدخل لتستوفى الشروط التى تخدم مصلحة كل من المقرض و المقترض ، وباصورة المثلى لكليهما .  (  ومنها بلا شك القابلية للتحويل  )  . أن القبول الذي به الأسهم الممتازة مع وهنها ، ولارفض الذي تلقاه سنجات الدخل مع وضعها القوى ، لشئ يثير العجب ، و هو أن برهن على شئ فإنما يبرهن على العادات والتقاليد الجاثمة  " وول ستريت " ، رغم كل المستجدات التى تستدعى وجود وجهة نظر جديدة . و مع كل موجة تفاؤل أو تشاؤم جديدة سرعان ما نتخلى عن تاريخنا و ما درجنا عليه من مبادئ أثبتت التجربة فاعليتها ، في الوقت الذي نتشبث فيه بشدة بأحكامنا المسبقة .


تعليقات على الفصل الرابع

        " عندما تترك الأمر للمصادفة عندئذ قد يتخلى عنك الحظ فجأة "
                                                                   " بات رايلى " مدرب كرة سلة .
لأى مدى يجب أن تكون حافظتك هجومية ؟
ويجيب " جراهام " عن هذا السؤال قائلا : أن الامر يتوقف على " معدنك "  كمستثمر أكثر
مما يتوقف على أنواع الاستثمارات التى تمتلكها وأمامك سبيلان لكى تصبح مستثمرا ذكيا :
البحث الدءوب ، والانتقاء والمتابعة لمزيج من الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار المشتركة .
أو من خلال تكوين حافظة دائمة ، تجرى عملياتها تلقائيا مثل الطيار الآلى و لا تتطلب مزيد من الجهد  (  وعندئذ لن تشعر إلا بالقليل من الاثارة  )  .

يطلق " جراهام " على الأسلوب الأول " الأسلوب النشط " أو " الجرئ " و هو أسلوب يستغرق وقت طويلا ويتطلب جهدا عظيما . أما الاستراتيجية الأخرى " السلبية " أو " التجفظة " ، فلا تتطلب سوى القليل من الوقت والجهد ، وانفصال شبه تام عن الوق و اغراءاته . وكما قال مفكر الاستثمار " تشارلز ايليز " يتطلب الأيلوب الجرئ بذل جهد فكرى  وبدنى في أن واحد أما الأسلوب المتحفظ فيتطلب بذل جهد انفعالى .

فاذا كان لديك وقت فراغ ، ولديك حب جم للمنافسة ، وتفكر بنفس أسلوب عشاق الرياضة ،
وتستمتع بالتحدى الفكرى العميق ، إذن فالمنهج الجرئ هو الأصلح لك . أما أن كنت دائما في عجلة من أمرك  ، وتتوق للبساطة ، و لا يستهويك التفكير في المال ، فامنهج السلبى أو المتحفظ  إذن هو الأنسب بالنسبة لك .  (  ويستهوى بعض الناس الجمع بين المنهجين ، فتراهم يكونون محافظ استثمار يغلب عليها الطابع النشط و إن تضمنت جزءا متحفظا أو العكس  )  .
ويتصف كلا المنهجين بالذكاء ، وكلاهما سوف يقودك إلى النجاح ، و لكن لن يتأتى ذلك إلا إذا عرفت نفسك حق المعرفة ، بحيث تختار الأسلوب الأنسب بالنسبة لك ، والتزم به دوما خلال فترة ممارستك للاستثمار شريطة أن تتحكم في تكاليفك و عواطفك . أن تميز " جراهام " ما بين المستثمر السلبى والمستثمر النشط يعد احدى العبر الأخرى التى تذكرنا بأنالمخاطرة المالية
لا تكمن فقط حيث يتوقع أغلبنا أن يجدها ــ في الإقتصاد أو الاستثمار ــ  بل تكمن أيضا بين خلجات أنفسنا .

شجاع أنت أم جبان ؟

ما هى إذن نقطة انطلاق المستثمر انطلاق المستثمر المتحفظ ؟  أن أول القرارات التى يتحتم
اتخاذها وأكثرها  أهمية هو تحديد مقدار ما تخصصه من أصولك لكل من الأسهم و السندات
و النقد  (  ولاحظ أن " جراهام " طرح هذا الأمر على مائدة النقاش متعمدا بعد الفصل الخاص
بالتضخم ليسلحك بمعرفة أن التضخم هو ألد الخصام  )


تعليقات على الفصل الرابع

مما لا شك فيه أن من أكثر الأشياء اثارة للاهتمام في أسلوب تفكير " جراهام " حول كيفية تقسيم الأصول ما بين الأسهم و السندات ، هو عدم ذكره لكلمة " عمر " قط ، مما يجعل نصيحته تتعارض تماما مع الحكمة التقليدية التى تقتضى ضرورة وجود تناسب بين حجم المخاطرة التى يتحتم على الفرض تحملها و بين عمره . و لقد كانت الحكمة التقليدية المتبعة هى قيام المرء بطرح عمره من 100 عام ، و استثمار تلك النسبة في الأسهم ، و وضع الباقى أما في صورة سندات أو تركه نقدا .  (  و بالتالى يخصص المستثمر الذي يصل عمره إلى 28 عاما 72 % من أمواله للاستثمار في الأسهم ، بينما يخصص شيخ في الثمانين من عمره 19 % فحسب من أمواله للاستثمارها في الأسهم  )  . و مثل أي شئ أخر كانت تلك الافتراضات شائعة في أواخر التسعينات . و بحلول عام 1999 طرح أحد الكتب واسعة الإنتشار آنذاك فكرة مفادها أنه إذا كان المرء لم يصل إلى الثلاثين من عمره بعد فعليه تخصيص 95 % من ماله لاستثمارها في الأسهم ، بخض النظر عن قدرته على تحمل المخاطرة !
اذا لم تكن قد سمحت لمن اقترح هذا الأسلوب أن يطرح 100 من معدل ذكائك ، فلا بد أنك قادر على استشعار وجود خطأ ما هنا . فلماذا يجب أن يحدد عمرك مقدار ما تتحمله من مخاطرة ؟ ألن يكون ضربا من الحماقة أن توجه جدة في التاسعة و الثمانين من العمر ، و تقدر ثروتها بثلاثة ملايين دولاراً – و لعمرى ذاك معاش هائل – جانبا كبيرا من ثرواتها نحو السندات . فهى تمتلك بالفعل قدرا وفيرا من المال ، و أمام أحفادها  (  و هم الذين ستئول اليهم ثروتها في نهاية المطاف  )  عقود طويلة من الاستثمار . و على الجانب الأخر يعد ضربا من السفاهة أن يقوم شاب في الخامسة و العشرين من العمر ، يدخر لحفل زفافه ، و يرغب في
سداد مقدم منزله ، بوضع كل أمواله في الأسهم . فإن تهاوى السوق هوى معه و لن تكون هناك سندات تعوض خسارته !
و فوق هذا و ذاك و بغض النظر عن صغر سنك ، قد تحتاج فجأة إلى أن تسترد أموال الأسهم التى دفعتها ، بعد أربعين دقيقة و ليس بعد أربعين سنة . فقد تجد نفسك فجأة و بدون سابق انذار قد خسرت وظيفتك أو انفصلت عن زوجتك أو أصابك العجز ، أو من يدرى أي فاجعة أخرى قد تنزل بك . فمفاجأت الغيب لا تعترف بعمر . لهذا علينا أن ندخر بعضا من أصولنا داخل عباءة المال التى لا يأتيها الخطر قط .
و أخيرا ، قد يتراجع الناس عن الاستثمار لتدهور سوق الأسهم . لكن علماء النفس يشيرون إلى أن الانسان يكاد يفتقر إلى القدرة على التنبؤ بمشاعره تجاه أحداث المستقبل المشحونة عاطفيا
 4 . فعندما ترتفع أسهمك بنسبة 15 أو 20 % سنويا – كما حدث في الثمانينات و التسعينات – عندئذ يصبح من السهل تخيل اقترانك أنت و أسهمك ببعضكما البعض إلى الأبد . و لكن أن تشاهد كل دولاراً أنفقته يهوى حتى تصبح قيمته لا تتعدى بضعة سنتات قليلة ، عندئذ يصبح من العسير عدم الهرولة إلى " الملاذ الأمن " لسندات و النقد . و بدلا من أن يبتاع الناس الأسهم لإبقائها في حوزتهم ، ينتهى المطاف بشراء الأسهم بثمن باهظ و بيعها بسعر بخس و حينئذ لن يتبقى بين راحتيهم سوى رؤوسهم الموجوعة . و نظرا لأنه قلما يوجد المستثمرون الذين يملكون القدر الكافى من الشجاعة التى تجعلهم يتمسكون بأسهمهم ابان أوقات التدهور ، يصر " جراهام " على ضرورة قيام جميع المستثمرين بالاحتفاظ بـ 25 % على الأقل من أصولهم في صورة سندات مما يمنحهم الشجاعة للاحتفاظ بالبقية الباقية من أموالهم في صورة أسهم  حتى و أن تدهورت قيمتها .
وحتى تلمس بنفسك حجم المخاطرة التى بوسعك تحملها عليك استرجاع مواقف حياتك الأساسية ، و متى قد تعاودك ، و متى قد تتغير ، و كيف تؤثر في احتياجك للمال :
. هل أنت أعزب أم متزوج ؟ و كيف يكتسب شريك حياتك رزقه ؟
. هل لديك أطفال أو تخطط لذلك ؟ و متى تشرع في تسديد نفقات تعليمهم ؟
. هل ورثت مالا ؟ أم هل سينتهى بك المقام مسئولا عن والدين مسنين و عاجزين ؟
. ما العوامل التى تؤثر سلبا في مجالك العلمى ؟  (  فقد يؤدى إرتفاع معدلات الفائدة إلى خسارتك لوظيفتك أن كنت موظفا بمصرف أو شركة انشاءات .
كما قد يؤدى إرتفاع سعر البترول إلى عواقب وخيمة أن كنت موظفا بشركة كيماويات  )  .
. و أن كنت تمارس عملا حرا ، فما فرص استمرار الأعمال المماثلة لعملك في مزاولة نشاطها ؟
. هل تبغى من استثماراتك دعم دخلك النقدى ؟  (  تؤدى السندات بصفة عامة هذا الغرض و ليس الأسهم  )  .
. ما حجم الخسارة التى يمكن أن تتحملها استثماراتك على ضوء راتبك و نفقاتك ؟

اذا وجدت نفسك ، بعد احتساب كل تلك العوامل ، قادراً على تحمل المخاطر الأكبر التى تنطوى عليها ملكية أوسع للأسهم ، فأنت تنتمى إلى الفئة التى حدد لها " جراهام " ضرورة تخصيص 25 % فقط من استثماراتهم في صورة سندات أو نقد . أما إذا لم تجد في نفسك القدرة على ذلك ، فاتبع نصيحة " جراهام " الأخرى التى تقتضى ضرورة تخصيص 75 % من استثماراتك للسندات و النقد  (  راجع هامش ص147 ، لتتحقق من مقدرتك على زيادة تلك النسبة إلى 100 %  )  .
و فور تحديدك لتلك النسب ، لا تغيرها إلا إذا تغيرت الظروف المحيطة بك . و لا تقدم على شراء المزيد من الأسهم نظرا لإتجاه السوق نحو الإرتفاع ، و لا تقدم على بيعها لعكس ذلك . فجوهر منهج " جراهام " انما هو استبدال التخمين و الرجم بالغيب و بالنظام . و لحسن الحظ يسعك طبقا لحساب K 401 ، أن تحول حافظتك الاستثمارية لتدار تلقائيا مدى الحياة . و لنقل مثلا أنك تشعر بالارتياح ازاء تحمل مخاطرة و ضع سبعين بالمائة من أصولك في صورة أسهم  ، و 30 % في صورة سندات . فإذا حدث و ارتفع سوق الأسهم بمعدل 25 % فقط سندات   . فاعمد لزيارة موقع K 401  (  أو اتصل برقم الخدمات المجانى  )  و قم ببيع مقدار كاف من أسهمك ، لتعيد بذلك " موازنة " نسبة الـ 30 – 70 % . و يتمثل مفتاح النجاح في هذا الأمر في قيامك باعادة التوازن للحافظة الاستثمارية على أساس منظم و معقول و متوقع بحيث لا تقوم بعملية البيع بشكل مفرط مما قد يقودك إلى الجنون ، أو تترد كثيرا في البيع لدرجة تجعلك لا تحقق أيا من أهدافك . و إني لأقترح عليك القيام بعملية إعادة موزانة حافظتك الاستثمارية كل ستة أشهر ، لا أكثر و لا أقل ، في مناسبات يسهل تذكر تاريخها مثل الأعياد الرسمية .
و تكمن فائدة هذا الاطار الزمنى في أنه دفعك لإتخاذ قرارتك على أساس بسيط و موضوعى ، و هو أن تسأل نفسك : هل زادت ملكيتى من هذا الأصل عما تستدعيه خطتى الأصلية ؟ ، و ذلك بدلا من أن تلقى بالافتراضات جزافا بخصوص اتجاه الفائدة ، أو توقع هبوط مؤشر " داو جونز " . و قد تقوم العديد من صناديق الاستثمار المشتركة في القريب العاجل بتوفير خدمات لعملائها تعيد التوازن إلى حساب K 401  لتتحقق بذلك أهدافهم المحددة سلفا ، بحيث لا يضطرون لإتخاذ قرار استثمارى نشط .


لم لا تضع كل البيض في سلة الأسهم ؟
ينصحك " جراهام " بألا تزيد على وضع 75 % من أصولك في صورة أسهم  أبدا . و لكن هل تنطبق نصيحته تلك على الناس كافة الجواب هو لا ، فقلة فقط من المستثمرين الذين يعد خيار تكوين حافظة مالية من 100 % من الأسهم ملائما بالنسبة لهم . و أنت واحد من هذه القلة أن كنت :

. ادخرت مالا كافيا لتعش به أنت و أسرتك عاما كاملا على الأقل .
. تخطط للاستثمار طوال العشرين عاما القادمة .
. نجوت من سوء المضاربة على الهبوط التى بدأت عام 2000 .
. لم تقم ببيع أسهمك خلال هذا السوق الذي بدأ عام 2000 .
. قمت بشراء المزيد من الأسهم خلال فترة سوق المضاربة .
. قرأت الفصل الثامن من كتابنا هذا ، و نفذت خطة التزمت فيها بالتحكم في سلوكك الاستثمارى.

و ما لم تنجح في اجتياز هذه الاختبارات بمنتهى الصدق و الأمانة ، فلا حاجة لك في وضع كل أموالك في الأسهم فمن تملكه الذعر خلال السوق الأخير للمضاربة على الهبوط سيتملكه للذعر ثانية في المرة القادمة ، و سيندم اذ لم يأخذ حذره و يتسلح بحيازة السندات و النقدية .

تفاصيل و دقائق استثمار الدخل

واجه مستثمرو السندات في أيام " جراهام " ، خياران أساسيين : أولهما السندات الخاضعة للضريبة أو  المعفاة ، وثانيهما . السندات طويلة الأجل أو القصيرة . أما اليوم ، فهناك إختيار ثالث ، و هو السندات أو صناديق الاستثمار في السندات .

السندات الخاضعة للضريبة أم المعفاة منها ؟ إذا لم تكن تنتمى لأدنى الشرائح الضريبية  ، فعليك بشراء سندات البلديات المعفاة من الضرائب بالاضافة إلى حسابات تقاعدك ، و إلا كان مصير معظم الدخل الذي تحصل عليه من السندات هو الوقوع  في قبضة رجال مصلحة الضرائب  الأمريكية  . أن المكان لامتلاك السندات الخاضعة لللضريبة هو داخل عباءة حساب التقاعد K 401 ، أو أي حسب أخر من الحسابات التى تتمتع بالحماية ، حيث لا ضرائب على الدخل المتحقق منها ، و لا مكان لسندات البلديات التى تذهب مميزاتها الضريبية سدي  .
السندات طويلة الأجل أم قصيرة الأجل ؟ تقف السندات و أسعار الفائدة على طرفى نقيض ، فإن ارتفعت أسعار الفائدة ، تدنت أسعار السندات ، على الرغم من أن معدل هبوط أسعار السندات قصيرة الأجل يقل كثيرا عن معدل هبوط السندات طويلة الأجل . و من ناحية أخرى ، إذا تدنت أسعار الفائدة ، ارتفعت أسعار السندات ، و لكن ينبغى ملاحظة تقوق السندات طويلة الأجل على نظيرتها قصيرة الأجل  . و يمكنك اقتسام الفرق ببساطة عن طريق شراء السندات متوسطة
و هناك صورة أخرى من صور الوقاية من المخاطر الناجمة عن أسعار الفائدة ، و هى اللجوء " للمحافظ التدريجية "  ( LADDERED PORTFOLIO  )  ، و التى تشتمل على مزيج من السندات التى تتباين تواريخ استحقاقها .


تعليقات على الفصل الرابع
الأجل التى يتراوح تاريخ استحقاقها ما بين خمس وعشر سنوات ، والتى لا تتغير سواء بالارتفاع أو الهبوط عند التعرض للتقلبات . فخيار السندات متوسطة الجل هو الخيار الأبسط بالنسبة لأغلب المستثمرين ، لأنها تعفيه من لعبة تخمين أسعار الفائدة.
السندات أم صناديق الاستثمار في السندات ؟ حيث أن السندات تباع عامة بسعر 10000 دولاراً ، ولحاجتك لما لا يقل عن 10 سندات بغية توزيع مخاطرة تعرض أي منها للخسارة ، فليس من المنطقى شراء السندات الفردية ما لم يكن لديك 100,000 دولاراً لاستثمارها في السندات  (  يستثنى من ذلك سندات الخزانة  الأمريكية  التى توفر لها الحكومة  الأمريكية  الحماية التامة ضد الإعسار في سدادها ) .
إن صناديق الاستثمار في السندات تتيح تنويعاً سهلاً ورخيصاً ، إضافة إلى توفير دخل شهري ملائم ، يسمح بإعادة استثمارة في الصندوق مرة أخرى طبقاً للمعدلات السائدة بدون دفع أية عملات ، ويفضل أغلب المستثمرسن صناديق السندات على السندات الفردية  (  يستنثنى من ذلك سندات الخزانة وبعض سندات البلديات  )  . وتوفر الشركات الكبرى – مثل  " فانجارد وفيديليتى " ، و " شواب "  ، " تى روى برايس "  – قائمة متنوعة من صناديق السندات منخفضة التكلفة .

لقد أصبحت خيارات السندات المتاحة أمام المستثمرين لا تعد و لا تحصى ، لهذا دعونا نقم بتحديث قائمة " جراهام " فاعتباراً من عام 2003 هبطت أسعار الفائدة لأدنى مستوياتها ، مما جعل المستثمرين متعطشين للحصول على العوائد ، و لكن هناك طرقاً أخرى يمكن من خلالها زيادة الدخل الناتج من الفائدة دون أن تعرض نفسك إلى المزيد من المخاطرة   ويلخص لك الشكل 4-1 الحسنات المثالب في هذا السبيل .
دعونا ننتقل الآن إلى إلقاء نظرة على بعض أنواع استثمارات السندات التى تلبى بعض احتياجاتنا .
النقد ليس بلا قيمة
كيف يمكنك توليد مزيد من الدخل مما تملكه من مال ؟ الجواب هو أنه على المستثمر الذكى أن يأخذ في اعتباره ترك شهادات الإيداع المصرفية أو حسابات أسواق المال التى لم تدر له سوى عوائد متدنية للغاية في الآونة الأخيرة والتحول عنها إلى بعض بدائل النقد التالية :
أوراق الخزانة ، على ضواء ما تشكله من التزام على حكومة الولايات المتحدة ، فإنها لا تنطوى على آية مخاطر فعلية بالنسبة لائتمانها ، لذلك بدلاً من العجز عن سداد ديونها ، يمكن للحكومة المريكية فرض ضرائب أو طبع المزيد من الأموال وقتما تشاء . وتستحق سندات الخزانة بعد 4 أو 13 أو 26 أسبوعاً ، ولقصر تاريخ استحقاقها ، فإنها لا تتأثر عندما تبخس معدلات الفائدة المرتفعة من أسعار الاستثمارات الخرى المولدة للدخل ، أم سندات الخزانة الأطول أجلاً فتعانى أشد المعاناة عندما ترتفع معدلات الفائدة . وغالباً ما يتم إعفاء دخل فائدة أوراق الخزانة من الضرائب التى تفرضها الولاية وليس من الضرائب الفيدرالية . وإذ كانت قيمة السندات المتداولة بين الأفراد بين الأفراد تقدر بــ 3,7 تريليون دولار، فإن ذلك يعنى أن هناك سوقاً رحباً لديون الخزانة ، مما يجعل عثورك

الشكل 4-1 عالم السندات الواسع
النوع تاريخ الاستحقاق أدنى سعر شراء مخاطر الإعسار
 أذون الخزانة أقل من عام 1000 م $ مفرطة الانخفاض
أذون الخزانة متوسطة الأجل من عام إلى 10 أعوام 1000 م $ مفرطة الانخفاض
سندات الخزانة أكثر من عشر أعوام 1000 م $ مفرطة الانخفاض
سندات التوفير يصل إلى 30 عام 25 م $ مفرطة الانخفاض
شهادات الايداع من شهر إلى 5 أعوام عادة 500$ منخفضة جداً بتأمين يصل إلى 100000دولار
صناديق السوق النقدى 397 يوماً أو أقل عادة 2500$ منخفضة جداً
سندات الرهن العقاري من عام إلى 30 عاماً 2000$-3000ص$ معتدلة بشكل عام و لكن يمكن أن ترتفع
سندات البلديات من عام إلى 30 عاماً أو أكثر 5000 م $ معتدلة بشكل عام و لكن يمكن أن ترتفع
2000$ - 3000ص$
الأسهم الممتازة مدة مفتوحة لا شيء عالية
سندات ذات عائد مرتفع من سبعة إلى 20 عاماً 2000$- 3000ص$ عالية
سندات الأسواق الناشئة يصل إلى 30 عاماً 2000$- 3000ص$ عالية


 مخاطر إرتفاع
معدل الفائدة سهولة البيع
قبل أجل
الاستحقاق هل هي معفاة من معظم الضرائب الدخل؟ هل هي معفاة من ضرائب الدخل الفيدرالية المقياس العائد فى
31/12/2002
منخفضة جداً عالية نعم لا 90 يوماً 1,2
معتدلة عالية نعم لا 5 سنوات 2,7
10 سنوات 3,8
عالية عالية نعم لا 30سنوات 4,8
منخفضة جداً منخفضة نعم لا مجموعة سندات EE التى تم شراؤها بعد مايو 1995 4,2
منخفضة منخفضة لا لا المؤشر القومى لمدة عام 1,5
منخفضة عالية لا لا مؤشر سوق الأموال الخاضعة للضريبة 0,8
معتدلة إلى مرتفعة معتدلة إلى منخفضة لا لا مؤشر " ليمان براذرز "  للأوراق المالية بضمان الرهن العقاري 4,6
معتدلة إلى
مرتفعة معتدلة إلى منخفضة لا نعم المؤشر القومى لصناديق الاستثمار طويلة الأجل 4,3
عالية معتدلة إلى منخفضة لا لا لا شيء شديد
معتدلة منخفضة لا لا مؤشر  " ميرل لينش "  لسندات العائد المرتفع 11,9
معتدلة منخفضة لا لا مؤشر صندق سندات الأسواق الناشئة 8,8

على مشتر تبيع له السندات قبل أجل استحقاقها أمراً سهلاً وميسوراً . ويمكنك شراء أذون الخزانة أو سندات الخزانة ، أو السندات طويلة الأجل من الحكومة مباشرة ، وبدون مصاريف سمسرة من موقع www.publicdebt.treas.gov وللمزيد من المقترحات الخاصة بتوفير الحماية من التضخم ، انظر تعليقتنا على الفصل الثانى .
سندات التوفير : على النقيض من سندات الخزانة ، لا يمكن تسويق سندات التوفير ، فليس بإمكانك بيعها لمستثمر آخر، كما ستخسر فوائد ثلاثة أشهر أن عمدت إلى استرداد قيمتها قبل مرور خمس سنوات على إصدارها . وطبقاً لهذاـ تعد هذه السندات في الأساس نوعاً من المال المدخر، والمراد منه سد احتياجات مستقبلية ، كشراء هدية لمناسبة دينية لا يزال أمامها سنوات ، أو دفعة مالية تضعها في البنك من اجل صغيرك لتلحقه فيما بعد بجامعة " هارفارد "  ويعد سعر هذه السندات متدنياً للغاية ، حيث لا يزيد على 25 دولاراً، مما يجعل منها هدية مثالية للأحفاد . أما بالنسبة للمستثمرين الذين في مقدروهم تخصيص مبلغ من المال دون أن تمسه أيديهم لسنوات ، فإن السندات تعد من الفئة I والتى تدر حالياً عائداً يقدر بــ 4% تكون خياراً مناسباً لهم ، ويمكنك زيارة موقع www.savingsbonds.gov
تجاوز حدود الحكومة الأمريكية
سندات الرهن العقارى: وهى سندات تصدرها الوكالات العقارية التى تنتشر بطول البلاد وعرضها ، مثل الاتحاد الفيدرالي الوطنى للرهن العقاري أو الاتحاد الوطنى الحكومي للرهن العقاري .إلا أنها لا تتمتع بدعم وزارة الخزانة الأمريكية، ولذلك يعد العائد الكبير الذي توفره بمثابة انعكاس للمخاطرة التى تنطوى عليها، ويهبط أداء سندات الرهن العقاري بصفة عامة عند هبوط أسعار الفائدة، والعكس صحيح  (  لكن لا ينطبق ذلك على السندات طويلة الأجل،إذ يتعادل تأثير تقلباتها ويؤتى متوسط العائد المرتفع أو كله في نهاية الأمر  ) . ويمكن الحصول على سندات الرهن العقاري الجيدة من " فانجارد "  فيديلتى "  و " بيمكو "  و لكن أن حاول أحد السماسرة بيعك سند رهن عقاري فردى أو صكاً عقارياً مضموناً ، فعليك الانصرات عنه وعدم الاستجابة له .
الاستثمارات ذات العائد السنوى : تمكنك هذه الاستثمارات التى تشبه وثيقة التأمين ، من إرجاء سداد الضرائب الحالية والحصول على دخل منتظم بعد التقاعد . وتتيح الاستثمارات الثابتة عائداً ثابتاً ، بينما تتيح الاستثمارات المتغيرة عائداً غير ثابت ، ويحتاج المستثمر المتحفظ لوقاية نفسه من وكالات التأمين المزعجة والسماسرة والمخططين المالييين الذين يبيعونها بأسعار فلكية . ففى كثير من الحيان تفوق نفقات حيازتها- بما فيها تكلفة التخلى والتى تحسم في حالة الاسترداد المبكر- مميزاتها . فالجيد منها يكون على ادلوام هدفاً للشراء ، لا البيع والتخلص منه " فإن حدث ووجدت أنها تعود على البائع بعمولة ضخمة ، عندئذ تتزايد احتمالات تضاؤل العوائد التى يحصل عليها المشاترى . فلا تفكر إلا في تلك التى يسعك شراؤها مباشرة من المصدر، وبالحد الأدنى من التكاليف، كتلك التى توفرها " الامراتس " و  " TIAA-CREF " ، " فانجارد "  
الأسهم الممتازة : تعد أسوأ ما في عالم الاستثمار . فهى أقل ضماناً عن السندات لما لها من حق ثانوى في أصول الشركة أن تعرضت للإفلاس . كما تتيح ربحاً أقللامما توفره الأسهم العادية ، حيث لا تقدم الشركات على إصدار هذه الأسهم الممتازة إلا عندما تتدنى أسعار الفائدة ، أو تتزايد معدلات اقتراضها و على النقيض من مدفوعات الفوائد على أغلب سنداتها ، ليس في استطاعة اية شركة مصدرة لتلك الأسهم خصم مبالغ التوزيعات مما عليها من ضرائب الشركات. ولهذا اسأل نفسك : إذن كانت أوضاع تلك الشركة جيدة بما يكفى لأضع فيها استثماراتى ، فلم تضطر إذا لسداد عائد ضخم على أسهمها الممتازة بدلاً من إصدار سندات تقتطع بها من التزاماتها الضريبية ؟ والإجابة الصحيحة على هذا السؤال هى أن أوضاع تلك الشركة ليست بخير، و إن سنداتها لا تلقى القبول في السوق ، لذلك عليك التعامل مع أسهمها الممتازة تلك كما تتعامل مع السمك المتعفن .
الأسهم العادية : وجدة عند زيارتى لموقع فرز الأسهم http:/screen.yahoo.com/stocks.html في أوائل عام 2003، أن 115 سهماً من الأسهم المدرجة في مؤشر " إس آند بى "  قد ولدت ارباحاً بلغت 3% أو أكثر. و لكن ما من مستثمر ذكى ، بغض النظر عن تلهفه على تحقيق الربح ، يقدر على شراء سهم طمعاً في توزيعات أرباحه وحدها ، فلابد من التيقن من استقرار أعمال الشركة المصرة له ، كما لابد و إن يكون سعر السهم منطقياً على ضوء هذا كله. و لكن – والفضل في ذلك يرجع إلى سوق المضاربة على الهبوط التى بدأت عام 2000- هناك بعض الأسهم التى فاقت أرباحها عوائد سندات الخزانة . ولذا ينبغى حتى أكثر المستثمرين المتحفظين تحفظاً ، أن يدرك أن إضافة بعض الأسهم المنتقاه للمحفظة استثمارية مكونة من السندات وحدها ، أو تغلب السندات على مكوناتها ، يمكنه أن يزيد الدخل المتولد عن تلك المحفظة ، بل ويرفع من عائدها المحتمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق