الأحد، 3 فبراير 2013

تعليقات على الفصل 5



تعليقات على الفصل 5
إن السعادة والهناء ليس سببهما الحظ الطيب الذي قلما يتاح لك بقدر ما يعود سببهما إلى المزايا الصغيرة التى تحصل عليها كل يوم .
 "  بنيامين فرانكلين "
خير وسيلة للدفاع هي الهجوم
لِمَ قد يضع أي مستثمر مليماً في سوق الأسهم ، بعد الانهيار الدامى الذي تعرض له السوق في السنوات القليلة الماضية ؟
عليك أن تتذكر أولاً أن إصرار " جراهام "  على الحد الذي يجب أن تذهب إليه في التزامك بالسياسة الدفاعية أو المتحفظة في إقامة استثماراتك لا يعتمد على قدرتك على تحمل المخاطرة بقدر ما يعتمد على استعدادك لتخصيص الوقت والجهد من أجل حافظتك الاستثمارية .و إذا أبليت بلاءً حسناً ستجد الاستثمار في الأسهم بنفس يسر استثمار الأموال في السندات أو إبقائها نقداً  (  وكما سترى في الفصل التاسع، سوف يمكنك شراء صندوق مرتبط بمؤشر سوق الأسهم بنفس السهولة التى ترتدى بها ملابسك صباحاً )
إنه أمر طبيعى تماماً أن ينتابك في خضم سوق المضاربة على الهبوط التى بدأت عام 2000 شعور بالحسرة لما أصابك من جراء ذلك التدهور ، و إن تعزم على عدم شراء سهم واحد بعد ذلك أبداً ، فكلما يقول المثل التركى : "  من احترق فمه من الحليب الساخن ينفخ في الزبادى "  . وبسبب الانهيار شديد الوطأة الذي شهده السوق بين عامى 2000 و 2002 ، يعتبر العديد من المستثمرين أن الاستثمار في الأسهم أمر بالغ الخطورة، و لكن العجيب في الأمر أن هذا الانهيار كان الداء والدواء في أن واحد ، حيث قضى على المخاطرة التى تنطوى عليها سوق الأسهم. و على الرغم من أن الزبادى كان حليباً ساخناً من قبل ، إلا أنه أصبح في مثل حرارة الغرفة.
أما إذا نظرنا للأمر نظرة منطقية ، فسنجد أن قرار حيازة الأسهم في الوقت الراهن ليس له علاقة بما يمكن أن تكون قد خسرته بامتلاكك لها منذ عدة سنوات مضت . فعندما يكون سعر الأسهم معقولاً بحيث يحقق لك مكاسب في المستقبل ، عندئذ يتحتم عليك امتلاكها، بغض النظر عما كبدته لك من خسائر خلال السنوات الأخيرة. وينطبق المر أشد ما ينطبق على السندات إذا تدنت عوائدها ، حيث ؤدى ذلك إلى خفض عوائد الاستثمارات المولدة للدخل في المستقبل .
وكما رأينا في الفصل الثالث ، فإن أسعار الأسهم  (  اعتباراً من أوائل عام 2003 )  قد تمت المبالغة فيها بصورة طفيفة طبقاً للمعايير الزمنية . و في نفس القوت ، فإن السندات في ظل الأسعار التى كانت سائدة في الآونة الأخيرة كانت تدر عائداً منخفضاً لدرجة أن المستثمر المتحفظ الذي يشتريها لما يتوافر فيها من إحساس زائف بالمان ، كان كالمدخن الذي يظن أنه يحمى نفسه ضد خطر سرطان الرئة بتدخينه لسجائر قليلة النيكوتين . وبغض النظر عن مدى التزامك بأسلوب الاستثمار المتحفظ- الذي يقضى طبقاً لمنطق " جراهام "  بضرورة تخصيص جانب محدود للسهم أو بتعبيرنا في عصرنا الحالى الحد من المخاطرة – فإن مستويات الأسعار السائدة اليوم تحتم عليك ضرورة تخصيص جزء ولو يسيراً من مالك لاستثماره في الأسهم .
ومن يمن الطالع أنه لم يكن من اليسير قط على المستثمر المتحفظ شراء الأسهم، لذلك فإن الحافظات الاستثمارية التى تتم إدارتها تلقائياً كما تتم قيادة الطائرات باستخدام الطيار الآلى، والتى تقوم بدون بذل أي جهد من جانبك بتوجيه بعض المال شهرياً نحو استثمارات محددة سلفاً ، تغنيك عن إضاعة جانب كبير من حياتك في إختيار الأسهم.
هل يجب "  أن تشترى ما تعرفه فقط "
قبل أن نجيب عن هذا التساؤل دعونا نشر أولاً إلى أمر مهم يتوجب على المستثمر المتحفظ دوماً تلافيه ، إلا و هو الاعتقاد بأنه في وسعك إختيار أفضل الأسهم دون أن تبذل أي مجهود إضافى . لذلك ساد خلال فترة الثمانينات وأوائل التسعينات شعار " اشتر ما تعرف "  ، وكان   " بيتر لينش "  – الذي تولى إدارة صندوق "  فيديليتى ماجلان "  خلال الفترة من عام 1977 وحتى عام 1990 وقادها نحو تحقيق أفضل سجل استثمارى يحققه صندوق استثمارى على الإطلاق، هو حامل لواء هذا الشعار. فقد كان " لينش "  يؤمن بأنالمستثمرين الهواة يتمتعون بميزة غاب عن المستثمرين المحترمين استخدامها، إلا وهى " قوة المعرفة العامة "  . فإن اكتشفت مطعماً جديداً رائعاً ، أو طرازاً من السيارات ، أو معجوناً للأسنان ، أو نوعاً من الملابس ، أو لاحظت امتلاء ساحات انتظار السيارات في شركة مجاورة ، أو بقاء العاملين بشركة ما في العمل إلى ما بعد انتهاء أحد البرامج التليفزيونية " ، عليك إذن أن تدرك ببصيرتك الشخصية أنك أمام سهم لم ينتبه إليه لا المحلل المحترف و لا مدير الحافظة الاستثمارية . وكما يقول " لينش "  : " يكتسب المرء بعد خبرة طويلة من شراء السيارات أو الكاميرات ، معرفة بالغث والسمين والرانج والكاسد... والأهم من هذا كله، معرفة بهذا قبل معرفة " وول ستريت به "  
بغض النظر عن جودة منتجاتها ، أو ازدحام ساحات انتظار السيارات أمام مقارها.
ولكن لسوء الحظ تجاهل اغلب مشترى الأسهم هذا الجزء
وتعد " باربارا سترايسند "  ، نجمة الغناء الأولى ، خير مثال على كيفية إساءة تطبيق الأفراد لتعاليم " لينش "  . فقد أخذت تثرثر في عام 1999 قائلة " جميع الناس يذهبون يومياً لشرب القهوة في مقهى " ستاربكس "  ، لذلك أنا اشترى أسهم  " ستاربكس "  لكن " باربرا سترايسند " نسيت أنه بغض النظر عن مدى حبك لمذاق قهوة " ستاربكس "  عليك تحليل بياناتها المالية لضمان عدم المبالغة في سعر أسهمها عن سعر القهوة التى تبتاعها منه . و لقد وقع عدد لا يحصى من مشترى الأسهم في نفس هذا الشرك عندما تهافتوا على شراء أسهم  " أمازون دوت كوم "  لحبهم لذلك الموقع، أو ابتاعوا أسهم  شركة " إي تريد "  لكونها السمسار الذي يتعاملون معه عبر الانترنت.
ومما لا شك فيه أن " الخبراء " يضفون مصداقية على هذه الفكرة كذلك . ففى إحدى اللقاءات التليفزيونية التى أجرتها محطة " سى أن إن "  في أواخر التسعينات ، سُئل " كيفين لانديز "  مدير الحافظة الاستثمارية بصندوق " فيرست هاندز "  : " كيف تقوم بالأمر؟ و لم ليس بوسعى القيام بما تقوم به يا " كيفين؟  (  طوال الفترة ما بين عامى 1995 و 1999 ظل صندوق القيمة لأسهم التكنولوجيا " فيرست هاندز " يحقق أرباحاً سنوية مدهشة بلغت في المتوسط 58,2%  )  ؟ فتمتم " كيفين " مجيباً " في الواقع ، يمكنك القيام بما أقوم به ، وكل ما عليك فعله هو التركيز على ما تعرفه ، وابق مطلعاً على أحوال النشاط ، وتبادل الحديث مع العاملين فيه يومياً "   .
أما أشد أشكال التحريف لقاعدة " لينش "  إيلاماً ، فيتجلى في خطط التقاعد التى تضعها الشركات . فإذا كان يفترض بك " شراء ما تعلم "  ، فأى استثمار أفضل لخطة تقاعدك K401 من حيازة أسهم  الشركة التى تعمل بها ؟ فأنت تعمل هناك على أي حال ، وتعلم عنها أكثر مما يعلمه أي شخص غريب عنها، و لكن الواقع المؤلم يشير إلى أن موظفى كل من شركة " إينرون "  وشركة " جلوبال كروسنج "  ، وشركة " ورلد دوت كوم "  – الذين وضعوا أغلب مدخرات تقاعدهم في أسهم  الشركات التى يعملون بها والتى سرعان ما ذهبت أدراج الرياح – قد تعلموا أن العاملين في الشركة يسيطر عليهم وهم المعرفة ببواطن الأمور وليس الحقيقة .
ولقد أكد علماء النفس، و على رأسهم " باروخ فيشهوت "  من جامعة " كارنيجى ميلون "  ، حقيقة مزعجة مفادها أن معرفة الأفراد بشيء ما ، لا يقلل  بالضرورة من نزوعهم إلى المبالغة فيما يعرفونه حقاً
يحتفظ متسثمرو خطة التقاعد K 401  بما تترواح قيمته ما بين 25% إلى 30% من أصول تقاعدهم في أسهم  الشركات التى يعملون بها
وخلاصة القول أن الألفة تولد الضا . ألسنا نرى جيران المجرم أو أقرب أصدقائه أو والدته، و هو يظهرون على شاشات الأخبار وقد علت الدهشة وجوهمم قائلين : " لكم كان رجلاً لطيفاً ؟! " ، ذلك لأننا كلما ألفنا شيئاً ما أو شخصاً ما اعتبرنا آراءنا فيه على أنها من المسلمات و لا تساورنا أية شكةك تجاهه كما هو الحال مع الأشياء البعيدة عنا . وكلما صار السهم مألوفاً زادت احتمالات تحول المستثمر المتحفظ لمستثمر كسل لا يرى الحاجة إلى قيامه بواجبه من بحث وتقص، فلا تدع هذا يحدث لك .
هل يمكنك إدارة استثماراتك بنفسك ؟
من يُمن الطالع أن يكون عصرنا هو العصر الذهبى لكل مستثمر متحفظ على استعداد لبذل الجهد المطلوب لتجمع حافظة استثمارية : لم يحدث قط في التاريخ المالى أن صار امتلاك الأسهم رخيصاً وملائماً كما هو الحال الآن
باشر شئونك بنفسك : حيث يمكنك من خلال مواقع السمسرة المتخصصة على شبكة المعلومات ، كمواقع www.sharebuilder.com ، www.foliofn.com ، www.buyandhold.com ابتياع الأسهم تلقائياً و إن قا ما تملكه من مال. فهذه المواقع تحاسبك على عملية شراء دورية لأى من آلاف الأسهم  الأمريكية  التى تتيحها بتكلفة قليلة تصل إلى  ( 4دولارات )  . ويمكنك أن تستثمر أموالك شهرياً أو اسبوعياً ، أو تعيد استثمار توزيعات الأرباح  أو توجه أموالك نحو الأسهم من خلال عمليات السحب الإليكترونى من حسابك المصرفى ، أو من خلال الإيداع المباشر من راتبك. ويفرض الموقع الأولى تكلفة على البيع تزيد على تكلفة الشراء ، كإنذار لتنبيهك إلى أن البيع المتسرع للأسهم ليس استثماراً بينما يتيح لك الموقع الثانى أداة ممتازة لتتبع الضرائب الواجب سدادها.
وعلى خلاف السماسرة التقليديين وصناديق الاستثمار التى لن تجعلك تدلف إلى عالم الاستثمار قبل سداد رسوم لا تقل عن 2000أو 3000 دولار، فإن شركات الإنترنت لا تضع حداً أدنى للرصيد الموجود في الحساب ، كما أنها تتناسب تماماً مع المستثمرين المبتدئين الذين يريدون أن يتم إدارة حافظاتهم المالية الناشئة تلقائياً. و لكن يجب أن تتيقن تماماً من أن رسم إجراء الصفقات الذي يصل إلى أربعة دولارات يلتهم جزءاً هائلاً تقدر نسبته بـ 8% من الاستثمار الشهرى الذي يصل إلى 50دولاراً، و لكن إذا كان هذا هو كل ما تستطيع التخلى عنه ، فإن مواقع الاستثمار الصغيرة هذه هى أفصل وسيلة متاحة لتكوين حافظة استثمارية متنوعة.
ويمكنك أيضاً شراء أسهم  فردية من الشركات المصدرة لها مباشرة . فمنذ عام 1994 قامت هيئة الأسواق والأوراق المالية  الأمريكية  بتخفيف وطأة القيود التى كبلت بها عمليات بيع الأسهم للعامة مباشرة . واستجابة لذلك . قامت مئات من الشركات بإعداد برامج تعتمد على استخدام الإنترنت يسمح من خلالها للمستثمرين بشراء الأسهم بدون الاستعانة بسمسار . فإذا رغبت في الحصول على بعض المعلومات عن الشراء المباشر للأسهم، فاذهب للمواقع التالية عسى أن تجد فيها عوناً : WWW.DRIPCENTRAL.COM  و  (  هو فرع من فروع موقع " شير بيلدر "  )  و www.netstockdirect.com و www.stockpower.com . وقد تتعرض لألوان من الرسوم المثيرة للضيق التى قد تتجاوز 25دولارً سنوياً ، و مع ذلك فإن برامج الشراء المباشر للأسهم تعد أرخص من وساطة السماسرة .
علي الرغم مما تشهده الأسواق المالية من تقلبات صعودا و هبوطا يوما بعد اخر ، فإنه لا يزال في وسع المستثمر المتحفظ علي هذه الفوضي . إذا أن رفضك للعب دور نشط وتنكرك لأي قدرة زائفة للتنبؤ بالمستقبل قد يصيران أقوى أسلحتك . فباعتمادك على من يدير حافظتك الاستثمارية في اتخاذ القرارات الاستثمارية نيابة عنك، تقى نفسك شر السقوط في وهم معرفة اتجاه أسعار الأسهم ، وتزيح عن كاهلك منغصات السوق أياً كانت صورها .
وكما أشار  " جراهام "  ،فإن اسلوب توسيط التكلفة يتيح لك فرصة توجيه مقدار ثابت من المال للاستثمار على فترات منتظمة . ففى كل أسبوع أو شهر أو أربعة أشهر تقوم بشراء المزيد من الأسهم ، سواء اتجاه السوق نحو الإرتفاع والانخفاض  (  أو شرع في ذلك  )  أو ظل على وضعه الحالى . وتستطيع أي شركة من شركات صناديق الاستثمار ، أو أي شركة سمسرة أن تقوم بتحويل مالك تلقائياً وبأمان نيابة عنك ، بحيث لم تحتاج قط لكتابة شيك ، أو تشعر بالآلام حين تسدد المال بيديك . فكل ما يجرى يتم بعيداً عن أنظار وعن البال . تعد حافظة الصندوق الاستثمارى المرتبط بمؤشر، والتى تضم كل سهم جدير بالاقتناء ، أفضل صور توسيط التكلفة . فبهذه الطريقة لا تتلافى لعبة تخمين اتجاه السوق فقط ، بل تتلافى ايضاً لعبة تخمين أي قطاعات السوق – وبالتالى أي الأسهم والسندات داخل هذه القطعة ، هى الأفضل .
ودعنا نفترض أنك تستطيع توفير 500 دولاراً شهرياً ، فإذا امتلكت ثلاثة صناديق مرتبطة بمؤشر وقمت بتوسيط تكلفتها ووجهت 300 دولاراً إلى صندوق يضم إجمالي سوق الأسهم  الأمريكية  ، و100 دولاراً لأسهم أجنبية ، و100 دولاراً لسندات أمريكية فلك أن تضمن حيازاتك لكل استثمار يستحق الحيازة على هذا الكوكب  . وكل شهر – وبشكل منتظم – تقوم بشراء المزيد من الأسهم . فإن هبط مستوى السوق ، فسيأتيك المبلغ المحدد سلفاً بعدد أكبر من الأسهم مما آتاك به في الشهر السابق . أما أن ارتفع مستوى السوق ، فسيأتيك بعدد أقل من الأسهم .
وباعتمادك على الإدارة التلقائية الدائمة لحافظتك الاستثمارية تقى نفسك شر الهرولة تجاه السوق حين يبدو مغرياً على ذلك  (  وتلك هى الخطورة القصوى  )  أو الامتناع عن شراء المزيد بعد أن جعل إنهيار السوق استثمارات السوق ارخص كثيراً  (  و إن بدا الأمر اشد  " خطورة "  ) .
وطبقاً لمؤسسة " أبيوتسون اسوشيتس "  ، وهى مؤسسة رائدة في مجال الأبحاث المالية ، إذا كنت قد استثمرت مبلغ 12000 دولاراً في أسهم  مؤشر " أس أند بى 500 "  ( S & P500 )   في بداية سبتمبر عام 1929، فسيتبقى لك من هذا المبلغ بعد مرور 10 سنوات ما قيمته 7,223 دولاراً . و لكن أن استهللت بمبلغ 100 دولاراً ثم اضفت له ببساطة مائة أخرى شهرياً فبحلول شهر أغسطس 1939 سيتضاعف مبلغك ليصل إلى 15571 دولاراً . وتلك هى قوة الشراء المنتظمة ، حتى في ظل الكساد العظيم، واسوأ أسواق المضاربة على الهبوط على الإطلاق  .
ويبين الشكل  ( 5-1 )  سحر أسلوب توسيط التكلفة في ظل أحداث أسواق المضاربة على الهبوط
وأفضل من كل ما تقدم حقيقة أنك فور تكوينك لحافظة تدار تلقائياً قوامها الصناديق الاستثمارية المرتبطة بمؤشر ، ستكون قادراً على الإجابة عن جميع التساؤلات التى يطرحها السوق ، ويستطيع المستثمر المتحفظ الإجابة عنها و ذلك بقولك : " لا أدرى ، ولست مهتماً " .
فإن سألك أحدهم هل سيتفوق أداء السندات على أداء الأسهم ، فأجبه : بـ " لا أدرى ، ولست مهتماً " ، لأنك سوف تقوم في جميع الأحوال بشراء كليهما تلقائياً .وإذا سألك أحدهم ، هل ستجعل أسهم  الرعاية الصحية أسهم  التكنولوجيا المتقدمة تبدو عميقة ؟ فقل لهم : " لا أدرى ، ولست مهتماً " ، فأنت مالك دائم لكليهما . فإذا سألك : " ما الشركة التالية التى ستكون على شاكلة شركة مايكروسوفت ؟ " فأجبه الإجابة نفسها ، فما أن تعلو قيمتها فسوف يضمها صندوق المؤشر الخاص بك وستركب موجة الأرباح  ! إذا سألك أحدهم : " هل ستتفوق الأسهم الأجنبية على الأسهم  الأمريكية  العام القادم ؟ " . فأجبه الإجابة ذاتها ، فإذا حدث ذلك فسوف تحصل على ثمار هذا الربح ، أما إذا لم يتحقق ذلك فلسوف تتاح لك فرصة شراء المزيد منها بأبخس الأسعار.
ومن خلال اتاحة الفرصة أمامك لكى تردد عبارة " لا أدرى ، ولست مهتماً " . فإن الحافة التى تدار تلقائياً تحررك من الشعور بالحاجة إلى التنبؤ بأسواق المال ، و من هم الاعتقاد بأنأي شخص آخر في وسعه أن يفعل ذلك . أن إدراكك لقلة ما تعرفه عن الغد وتقبلك لجهلك بهذه الأمور لهو أقوى أسلحة المستثمر المتحفظ.

منذ نهاية عام 1999 وحتى عام 2002 أخذ مؤشر " أس أند بى 500 "  في التدهور بلا هواده و لكن لو أنك فتحت حساباً بصندوق استثمارى يرتبط بمؤشر بقيمة لا تقل عن 3000 دولاراً ، وأضفت لها 100 دولاراً شهرياً ، لبلغت خسارة إجمالي المبلغ المتراكم ، والبالغ 6600 دولاراً ، 30,2 % ، أو خسارة ما يقل عن مستوى انخفاض السوق الذي يصل إلى 41,3 % و لكن الأفضل من ذلك هو أن قيامك بشراء الأسهم بصورة منتظمة بأبخس الأسعار يبنى لك قاعدة لتحقيق انتعاش قوى حال عودة السوق لطبيعته .
المصدر : مجموعة Vanguard


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق