الأحد، 3 فبراير 2013

الاختيارت المتاحه امام المسثمر المتحفظ:


الاختيارت المتاحه امام المسثمر المتحفظ:

ان كل مستثمر يود أن تكون قائمته أفضل أو تحقق ثمارا أكثر من المتوسط وبالتالى سوف يتسائل القارئ لو لجاالى مستشار كفء أو محلل مالى بارع ما إذا كان لن يتمكن من الحصول على مجموعه استثماريه تتوافق فيها مميزات فائقه .
وقد يردد لنفسه قائلا :على ايه حال , القواعد التى حددتها بسيطه للغايه وسهله التطبيق . وينبغى للمحلل المحنك تسخير جميع مهاراته والاساليب المتاحه امامه لتحسين شئ واضح مثل قائمه  " داوجونز "  . والا ماهو نفع جميع احصائياته وتكهناته وارائه؟

فلنفترض كنوع من الاختبارات العمليه اننا طلبنا من مائه من المحللين الماليين إختيار  " أفضل "  خمسه أسهم  في مؤشر  " داوجونز "  يمكن شراؤها في نهايه 1970. سوف يقع إختيار عدد ضئيل منهم على خيارات متشابهه وكان العديد من القوائم سيختلف اختلافا تاما عن بعضه البعض.

وهذا امر لا يبعث على الدهشه كما قد يبدو في البدايه . ويرجع السبب الرئيسى في ذلك إلى أن السعر الحالى لكل سهم بارز يعكس العوامل المهمه في سجله المالى إلى جانب الراى العام فيما يتعلق بمستقبله . لذلك فإن راى أي محلل حول مدى افضليه سهم من الأسهم يجب أن ينبع من ذاته واعتقاداته الشخصيه وتوقعاته , أو من تركيزه على مجموعه واحده من العوامل عن غيرها عند تقييم الأسهم .و إذا مااتفقت اراء جميع المحللين على أن سهم من الأسهم يعد أفضل من غيره فسرعان ماسيرتفع إلى سعر يعوض جميع مزاياه السابقه .
ان القول بأنالسعر الحالى يعكس الحقائق المعروفه والتوقعات المستقبليه كان الهدف منه هو التاكيد على الاسس المزدوجه لتقييمات السوق . ويضاهى هذان النوعان من عناصر القيمة اسلوبين مختلفين من اساليب تحليل الاوراق الماليه .
ولكن كن على يقين من أن أي محلل كل مكون من المكونات يتطلع إلى المستقبل وليس إلى الماضى سوف يعلم مااذا كان عمله جيدا أو سيئا بناء على ماسوف يحدث في المستقبل وليس ماحدث بالفعل . و مع ذلك يمكن التعامل مع المستقبل بطريقتين مختلفتين يطلق على احداهما طريقه التنبؤ  ( او التكهن )  ويطلق على الاخرى طريقه الحمايه.

وسوف يحاول الذين يؤكدون ضروره اتباع اسلوب التكهن استشراف مستقبل الشركه خاصه فيما يتعلق بمعرفه مدى استمرار لالارباح في تحقيق نمو متواصل وواضح. وقد تكون تلك الاستنتاجات قائمه على دراسه متانيه لعوامل مثل العرض والطلب في النشاط أو الحجم أو السعر أو التكاليف أو قد تستقى من تبؤ ساذج لمسار النمو السابق في المستقبل .و إذا ماكان لدى السلطات قناعه بأنالاحتمالات المستقبليه على المدى الطويل سوف تكون مواتيه بصوره استثنائيه , فسوف يوصون بشراء السهم بغض النظر عن مستوى سعره . وكان هذا على سبيل المثال هو الموقف العام فيما يتعلق باسهم النقل الجوى هو موقف استمر لسنوات على الرغم من النتائج السيئه التى نجمت عن ذلك في اعقاب 1946 و لقد علقنا في المقدمه على الاختلاف القائم بين حركه السعر القويه وسجل أرباح هذا النشاط الذي يبعث على الاحباط نسبيا .
وعلى النقيض من ذلك فإن الذين يؤكدون ضروره توافر الحمايه يهتمون بسعر الورقه الماليه و في اجراء الدراسه اهتماما خاصا . وتنصب جهودهم بصفه رئيسيه على وجود هامش للقيمه الحاليه يزيد على سعر السوق و هذا الهامش يمكنه استيعاب التطورات غير المواتيه التى يحملها المستقبل في جعبته . لذلك فإن اهتمماهم لا ينصب على اليقن من استمرار المشروع في المضى قدما.
ويمكن أن نطلق على الاسلوب الأول ,القائم على التكهن الاسلوب  النوعى, و ذلك لانه يركز على عوامل مثل احتمالات النمو والاداره وغيرها من العوامل التى لا يمكن قياسها و إن كانت شديده الاهميه وجميعها عوامل تندرج تحت عنوان الجوده . أما الاسلوب الاخر أو الاسلوب القائم على توفير الحمايه فيمكن أن يطلق عليه الاسلوب الكمى أو الاحصائى و ذلك لانه يؤكد العلاقه القائمه بين سعر البيع والارباح والاصول والتوزيعات ...الخ والتى يمكن قياسها . و من قبيل المصادفه أن الاسلوب الكمى يعد بمثابه امتداد داخل مجال الأسهم العاديه لو جهه النظر القائله بأنتحليل الاوراق الماليه كان صائبا في إختيار السندات والاسهم المنتقاه من اجل الاستثمار .


وفيما يتعلق باتجاهاتنا وعملنا المهنى فإننا كنا نلتزم دائما بالاسلوب الكمى . فمنذ البدايه ونحن نسعى لضمان حصولنا على قيمة مرتفعه مقابل ما ندفعه من اموال في صوره ملموسه وواضحه . و لم يكن لدينا الاستعداد لقبول الاحتمالات والوعود التى يحملها المستقبل كنوع من التعويض عن افتقار وجود قيمة كافيه في قبضتنا . و مما لاشك فيه أن هذه كانت وجهه النظر القياسيه للمؤسسات الاستثماريه بل أن الغالبيه العظمى منها سوف تؤيد في حقيقه الامر وجهه النظر القائله بأنالاحتمالات ومدى جوده الاداره وغيرها من العوامل غير الماديه ,بالاضافه إلى العنصر البشرى تفوق في اهميتها المؤشرات التى تتضمنها أي دراسه للسجل السابق للشركات وميزانيتها العموميه وجميع الأرقام العشوائيه الاخرى .

لذلك يعد إختيار أفضل الأسهم في جوهره امرا مثيرا للجدل لهذا ننصح المستثمر المتحفظ بأنيترك هذا الموضوع وشانه و إن يركز على التنويع أكثر من التركيز على الاختيار الفردى للاسهم . و من قبيل المصادفه أن فكره التنويع واسعه الإنتشار تعد ولو بصوره جزئيه نقيض المزاعم الطموحه لاسلوب الانتقاء . لو كان في وسع المرء ألايخطئ في إختيار أفضل الأسهم عنئذ فأنه يتعرض للخساره فقط إذا لجأ إلى التنويع . و مع ذلك ففى اطار القواعد الارع لاختيار الأسهم العاديه التى اقترحناها من اجل المستثمر المتحفظ هناك متسع لمساحه من حريه الاختيار والمفاضله. و على اسوأالفروض فإن اتاحه المجال امام المفاضله لن يضر في شئ بل على العكس قد يضفى شيئا ذا قيمة للنتائج . وبالنسبه للتاثير المتزايد للتطورات التكنولوجيه على نتائج الشركات طويله الاجل فإن المستثمر لا يستطيع غض الطرف عنها, لذلك أن يتبع منهجا وشطا بحيث لا يجنح إلى الاهمال أو إلى المبالغه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق