الأحد، 3 فبراير 2013

الزوج الثانى: ياهو ! و يام!


الزوج الثانى: ياهو ! و يام!

فى 30 نوفبمر عام 1999وصل سعر اغلاق مؤسسه  " ياهو! "  إلى 212.75 دولاراً بارتفاع بلغ 79.6% منذ بداية العام , و بحلول 7 ديسمبر بلغ السعر 348 دولاراً – أي بأرباح تصل إلى 63.6% في غضون خمسى ايام تداول. لقد استمر سهم  " ياهو! "   في التضخم و حتى نهاية العام ليصل سعر اغلاقة إلى 432.687 دولاراً في 31 ديسمبر . أي في غضون شهر واحد فقط وصل قيمة السهم إلى أكثر من الضعف محققا أرباحا تبلغ 58 مليار دولاراً ليصل بذلك إلى إجمالي قيمة سوقيه تصل إلى 114 مليار دولار.
 خلال الفترات الربع سنوية الآربع السابقة حققت  " ياهو "   عوائد بلغت 433 مليون دولاراً و صافى دخل يصل إلى 34.9 مليون دولاراً . والآن بلغ سعر السهم ما يفوق قيمة عوائده بـ 263 مرة و أرباحه بـ 3.264 مرة  ( تذكر أن نسبة السعر إلى الأرباح  التى تفوق 25 جعلت العبوس يرتسم على قسمات وجه  " جراهام "  )  

الجداول 18-1 سيسكو في مقابل سايسكو

                                                2000        2001               2002
سيسكو
اجمالى العائد  ( % )                                          28.6              52.7                          27.7
صافى الأرباح  ( بالملايين )                                  2668             1.014                         1.893
سايسكو
أجمالى العائد                                                 53.5              11.7                           15.5
صافى الأرباح   ( بالملايين )                                  446                957                            680
اجمالى العوائد للسنة التقويمية , صافى الأرباح  للسنة المالية
ولكن لماذا ارتفعت قيمة سهم  " ياهو "  إلى هذا الحد؟ بعد أغلاق السوق في 30 نوفمبر أعلنت م}سسة  " ستاندرد أند بورز "  أنها سوف تضيف شركة ياهو إلى مؤشر أس أند بى 500 – اعتبارا من 7 ديسمبر. وكان هذا من شأنه جعل ياهو أحد مكونات الحيازة الآجبارية بالنسبة للصناديق التى ترتبط بمؤشر وبالنسبة لكبار المستثمرين الاخرين أيضا – و مما لا شك فيه أن زيادة الطلب سوف تدفع السهم نحو المزيد من الإرتفاع على الاقل ولو بصورة مؤقتة. و مع أحتجاز 90% من أسهم   " ياهو "  في ايادى موظفين ومؤسسات الرأس مالية و غيرهم من أصحاب الأسهم الحصريين لم تبقى سوى نسبة ضئيلة من الأسهم لتداولها .
لذلك فإن الالاف الناس قاموا بشراء السهم فقط لآنهم كانوا يعلمون أن غيرهم لابد و أن يشتروه – و لم يشكل السعر أي  اهمية بالنسبة لهم و في الوقت نفسه كانت شركة  " يام! "  – تتسول و لقد حققت شركة " يام- "   التى كانت فرعا سابقا من شركة بيبسى "  التى كانت تدير الالاف من مطاعم  " كنتاكى "  وبيتزاهت "  وتاكوبيل "  -  عوائد بلغت 8 مليار دولاراً خلال فترات الربع سنوية في الاربع السابقة والتى ربحت 633 مليون دولاراً – مما جعل حجمها يفوق حجم  " ياهو "  بسبعه عشر مرة.  و مع ذلك فإن القيمة السوقية لسهم  " يام "  في نهاية عام 1999  كانت 5.9 مليون دولاراً أو ما يعادل 1:19 من رأس مال  " ياهو "  و عند هذا السعر كان سهم " يام "  يباع بما يفوق أرباحه بتسع مرات , و ما يمثل 73% فقط من عوائده " 6 "  كما كان  " جراهام "  يحب أن يقول, على المدى القريب يصبح السوق أله تسويق , و لكن على المدىالبعيد يتحول إلى ميزان. لقد فازت  " ياهو "  بمسابقة الشعبيه على المدى القريب, و لكن ما يهم في النهاية هو الأرباح  , و لكن  " ياهو "  لم تتحقق أي منها تقريبا . و ما أن توقف السوق عن التسويق وبدأ في وزن الامور , فإن  " يام "  اصبحت في الكفه الرابحه, حيث أرتفع السهم إلى 25.4% من عام 2000 وعبر عام 2002 بينما فقدت  " ياهو "  92.4%  بصورة تراكمية :

جدول 18-2  " ياو! "  مقابل  " يام "  :

                                                            2000                      2001                      2002


ياهو
أجمالى العائد %                                    86.1                          41                            7.8
صافى الأرباح                                        71                             93                             43
يام "
أجمالى العائد%                                      14.6                          49.1                         1.5
صافى الأرباح  بملايين الدولارات               413                             492                        583

ملاحظات : إجمالي العوائد للسنة التقويمية ; صافى الأرباح  المالية . تتضمن أرباح   " ياهو "  : لعام 2002 تأثير تغيير مبادىء المحاسبة .




 " 6 "  كانت شركة يام تعرف انذاك بأسم  " ترايكون جلوبال ريستورانتس "  لارغم من أن رمز تداولها في البورصة كان Yum  , و لكن في مايو 2002  قامت الشركة بتغير أسمها رسميا إلى  " يام "  براندرز " .


الزوج الثالث : شركة " كوميرس و إن "  و  " كابيتال و إن "

فى مايو عام 2000 تم تداول شركة  " كوميرس و إن " تداولا عالميا . و في أولى تقاريرها السنوية ذكرت الشركة  ( التى تقوم بتصميم " عمليات التبادل "  التى تتم عبر الانترنت لادارات المشتريات بالشركاات  )  أن قيمة الأصول تصل إلى 385 مليار دولاراً و قيمة صافى الخسارة تصل إلى 63 مليون دولاراً على إجمالي العوائد تصل إلى 34 مليون دولاراً . أن سهم هذه الشركة الصغيرة ارتفع إلى 900%  منذ طرحه للاكتتاب العام ليصل إجمالي رأس مال الشركة إلى 15 مليار دولار. فهل تمت المبالغه في تسعير السهم ؟  " نعم, لدينا رسملة سوق هائل " . هكذا قال  " مارك هوفمان " , المير التنفيذى لشركة "  كوميرس و إن "  في أحد اللقاءات التى أجريت معه : " امامنا سوق ضخم نمارس فيه نشاطنا . نحن نرى طلب هائل ويتوقع الخبراء أن نحقق عوائد في هذا العام  140 مليون دولاراً فلقد تخطينا جميع التوقعات في الماضى " هناك امران يتضحان من حديث  " هوفمان "  وهما :
طالما أن شركة " كوميرس و إن "  كانت تخسر 2 دولاراً على كل دولاراً من المبيعات فإذا ما وصل العوائد إلى اربعة امثال قيمتها  (  كما يتوقع المحللون " )   افلن تخسر الشركة المزيد من المال؟

كيف استطاعت  " كوميرس و إن "  تخطى جميع التوقعات في الماضى ؟ أي ماضى هذا ؟
وعندما سأل عما إذا كانت الشركة سوف تحقق أرباح كانت أجابة هوفمان جاهزة حيث بادر سائله قائلا : " بالطبع نحن نستطيع تحقيق الأرباح  من وراء نشاطنا , ونحن نخطط لان تصبح الشركة نشاطا مربحا في الربع الرابع من عام 2001 ويتوقع المحللون أن نحقق عوائد تفوق 250 مليون دولاراً "  ها هم المحللون يظهرون من جديد ! فقد علقت " جانيت سينج "  , المحللة ببنك " واسير شتاين بيريلا أنفستمنت "  على سهم شركة  " كوميرس و إن "  قائلة : " اننى احب شركة "  كوميرس و إن "  عندما تصل إلى تلك المستويات لانها تحقق معدلات نمو تفوق شركه  " اريبا "  ( أحد منافسى " الشركه الاشدا  والتى كان يباع سهمها ايضا بما يفوق قيمة عوائدها ب400 مرة )  "و إذا ما استمرت معدلات النمو على هذا النحو فسوف يتم تداول سهم " كوميرس و إن "  بما يتراوح ما بين 60و70 نقطه اعلى من قيمة المبيعات عام 2001 "   ( بمعنى اخر استطيع ذكر سهم تمت المبالغه فىسعره أكثر من سهم  " كوميرس و إن "  مما يعنى أن سهمهما يعد زهيدا  )   " 7 "
على الطرف الاخر نجد شركه  " كابيتال و إن فينا نشيال "  احدى الشركات المصدره لبطاقه ائتمان  " ماستر كارد "  و " فيزا "  منذ يوليو عام 1999 وحتى مايو عام 2000 فقد سهمها 21.5%. و مع ذلك بلغت قيمة إجمالي اصولها 12 مليار دولار, أما ارباحها فقد وصلت 363 مليون دولاراً عام1999 بارتفاع يصل إلى 32% عن العام السابق . و مع وصول القيمة السوقيه للسهم إلى 7.3 مليون دولاراً فقد بلغت قيمة سعره ما يفوق صافى أرباح  " كابيتال و إن " ب20مره. أن كل شىء قد لايكون على مايرام في شركه  " كابتال و إن "  ,فالشركه تكاد تكون اخفقت في رفع احتياطها من اجل القروض التى قد تسوء اوضاعها , بالرغم من أن معلات الاعسار تميل نحو التراجع و لكن كان سعر السهم يقدم انعكاسا لوجود بعض المخاطرة من المشاكل المحتمله التى قد تحدث فيما بعد .
ولكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ في عام 2001 حققت شركه "  كوميرس و إن " عوائد وصلت 409 مليون دولاراً و لكن للاسف بلغ صافى خسارتها 2.6 مليار –او 10.30 دولاراً للسهم –على تلك العوائد. أما " كابيتال و إن "  من ناحيه اخرى حققت صافى دخل خلال الفتره من عام 2000 إلى 2002يصل إلى 2مليار دولاراً .ولقد خسر سهم الشركه 38% خلال السنوات الثلاث تلك, و هو معدل لايعد اسوء من السوق ككل . أما سهم " كوميرس و إن " وقد خسرت 99.7% من قيمته  " 8


 " 7 انظر باب "  Ceo speaks " و  " the bottom line "  في مجلة  " money "  عدد مايو عام 2000 الصفحات 42-44
 " 8 في اوائل عام 2003 استقال أحد المسؤلين الماليين الرئيسين بشركة  " كابيتال و إن " بعد أن كشف مراقبة الاوراق المالية  عن امكانية مقاضاته بتهمة خرق القوانين المعمولة با فيما يتعلق بمكافحة تداول الأسهم من انب العاملين بالشركة.

الزوج الرابع : شركة  " بالم "  و  " ثرى كوم "

فى الثانى من مايو عام 2000 قامت شركة ثرى كوم  التى تعمل في مجال شركات البيانات , ببيع 5% من أسهم  شركة  " بالم "  احدى الفروع التابعة لها , إلى الجماهير . أما نسبة 95% من الأسهم المتبقية كانت ستوزع على حملة الأسهم في غضون الاشهر القليله القادمة . و في مقابل كل سهم من أسهم  ثرى كوم يحتفظون به يحصل المستثمرين على 1.525 من أسهم  شركة بالم .
وهكذا نجد أنه كان هناك طريقتين للحصول عالميا من أسهم  بالم : و ذلك عن طريق شق طريقك من خلال الطرح المبدئى العام أو عن طريق شراء 66 من أسهم  ثرى كوم و الانتظار حتى تقوم الشركة الام لتوزيع باقى شركة بالم  . و من خلال حصولك على سهم ونصف من أسهم  بالم مقابل كل سهم من شركة ثرى كوم  سوف ينتهى بك الامر  بالحصول على 100 سهم من أسهم  الشركة الجديدة -  وسوف يظل في حوذتك 66 سهم من أسهم  ثرى كوم .
ولكن من ذا الذي يستطيع الانتظار بضعه اشهر؟ ففى الوقت التى كانت تتصارع فيه شركه  " ثرى كوم "  مع المنافسيين عمالقة مثل سيسكو , كانت شركة بالم  تحتل الصدارة  في مجال المفكرات الرقمية المحمولة . وهكذا ارتفعت قيمة سهم بالم عن سعر عرضها  الذي كان 38 دولاراً لما يقرب 95.06 دولاراً  بعائد يصل ل 150% في اليوم الواحد .ولقد ادى ذلك إلى تقييم بالم بما يزيد على قيمة ارباحها خلال الاثنى عشر شهرا الماضية ب 1350 مرة  و في نفس ذلك اليوم  هبط سعر  " ثرى كوم "   من 104.13 دولاراً إلى 81.81 دولار. و لكن ما هو المستوى الذي كان ينبغى أن يغلق عنده سهم  " ثرى كوم "  على ضوء سعر بالم  ؟  أن الحساب الرياضى لذلك يسير للغاية :
ان كل سهم من أسهم  ثرى كوم له الحق في الحصول على 1.525 من أسهم  بالم
ان كل سهم من أسهم  بالم وصل سعر اغلاقة إلى 95.06 دولاراً
1.525 *95.06 دولاراً = 144.97 دولاراً .

كانت تلك هى قيمة كل سهم من أسهم  ثرى كوم بناءا على حصتها  في شركة بالم وحدها . وهكذا عند سعر 81.81 دولاراً  كان المتداولون يقولون أن مجموع قيمة انشطه ثرى كوم الاخرى = -63.16 دولاراً للسهم أو إجمالي -22 مليار دولاراً !  نادرا ما شهد التاريخ عملية تسعير لسهم ما على هذا النحو السخيف  "  .
ولكن كان هناك خدعه : فكما أن  ثرى كوم لم تكن تساوى -22 مليار دولاراً  فإن شركة بالم لم تكن تساوى حقا ما يزيد على قيمة الأرباح  ب 1.350 مرة . وبحلول نهاية عام 2002 كان السهمان يعانيان من حالة الكساد التى شهدها قطاع التكنولوجيا المتقدمه و لكن الذي تعرض للخسارة الفاضحه هم مساهموا شركة بالم  لانهم تخلوا عن فطنتهم  عندما اشتره في المقام الأول


الزوج الخامس : شركة "  سى ام جى ار " وشركة  " سى جى أي "

لقد بدأ عام 2000 بلطمة كبيرة على وجه شركة " سى ام جى أي "  حيث وصل سعر السهم إلى 163.22 دولاراً في 3 يناير – بربح وصل إلى 1126%  على سعرها قبل عام من ذلك التاريخ . أن الشركة التى كانت اشبه بالحضانة بالنسبة للانترنت قامت بالتمويل والاستحواذ على الشركات المبتدئة في العديد من انشطة الانترنت من بينها شركات شهيره مثل ذيجلوب "   " ليكوس "
خلال عام 1998 المالى , وبينما ارتفع سهمها من 98 سنت إلى 8.52 دولاراً , انفقت شركة " سى ام جى أي " 53.8 مليون دولاراً بالاستحواذ على حصص في شركات الانترنت  سواء بصورة كليه أو جزئية .
وفى العام المالى 1999 و و في إرتفاع سهمها من 8.52 دولاراً إلى 46.09 دولاراً دفعت " سى ام جى أي "  104.7 مليون دولاراً وخلال الاشهر الخمس الاخيرة من عام 1999 واثناء إرتفاع سهمها نحو الذروة 138.44 دولاراً انفقت الشركة 4.1 مليار دولاراً  على عمليات الإستحواذ .  و تكاد تكون جميع " الاموال "  مصنعه داخل  " سى ام جى أي "   حيث أن عبارة عن اسهمها العادية التى يصل إجمالي قيمته الان إلى 40 مليار دولاراً .
لقد كان الامر يشبه لعبه دوارة مالية سحرية فكلما ارتفع سهم  " سى ام جى أي "  زادت قدرة الشركة على الشراء , وكلما زادت قدرة الشركه على الشراء , ارتفعت قيمة اسهمها .
ففى البداية ارتفع سعر السهم بسبب انتشار اشاعه أن شركة " سى ام جى أي " سوف نقوم بشرائها  ثم ما أن تستحوذ " سى ا جى أي " عليها , فإن سهمها ارتفع مجددا  لانها اصبحت تمتلكها بالفعل. و لكن لم يعبأ أحد بأنالشركة خسرت  127 مليون دولاراً على عملياتها خلال العام المالى الاخير.


وفى " ويبستر "  –لولايه " ماساتشوستس "  على بعد 70 ميل من جنوب غرب مقر شركه " سى ام جى أي " في مدينه "  اندوفر "  يوجد المقر الرئيسى لشركه " كومبارس جروب " , " اوسى جى أي "  والتى كانت على النقيض تماما من شركه  " سى ام جى أي "  : أن الشركه التى كانت  توفر تامين لسيارات لسائقى ولايه ماساتشوستس كان سهمها باردا في صناعه قديمه . وفقدت اسهمها 23% من قيمتها عام 1999 , بالرغم من أن صافى دخلها – الذي بلغ 89 مليون دولاراً انتهى إلى الهبوط بنسبه 7% حتى مستوى عام 1998 لقد كانت شركه  " سى جى أي " تدفع توزيعات تزيد على 4%  ( أما شركه  " سى ام جى أي " فلم تدفع أي توزيعات )  وبقيمه سوقيه تصل إلى 870 مليون دولاراً كان يتم تداول سهم سى جى أي باقل من ما حققته الشركه من أرباح عام 1999 بعشر مرات.
ثم فجاه تحول كل شىء إلى نقيط. توقفت عجله اموال  ( سى ام جى أي )  السحريه عن الدوران وتوقفت أسهم  الانترنت الخاصه بها عن الإرتفاع , ثم بدات في الهبوط و لم تعد الشركه تستطيع بيع الأسهم مقابل سعر مربح وكان يتحتم على شركه سى ام جى أي أن تعتبر الخساره التى منيت بها قيمتها على أنها ضربه قاصمه لارباحها .
لقد خسرت الشركه 1.4 مليار دولاراً عام 2000 و5.5 مليار دولاراً لعام 2001 ثم 500 مليون دولاراً عام 2002 . لقد هبطت قيمة السهم من 163.22 دولاراً في بدايه عام 2000 إلى 98 سنت بحلول نهايه عام 2002 بخسارة تقدر ب99.4%. أما سهم سى جى أي الممل القديم ظل يحقق أرباح منتظمه وارتفعت قيمة السهم من 8.5% عام 2000 إلى 43.6 % عام 2001, و2.7% في عام 2002- أي تحقيق ربح تراكمى يصل إلى 60%.
الزوج السادس:شركه بول وسترايكر
خلال الفتره ابين 9 يوليو و23 يوليو عام 2002 انخفض سهم شركه بول من 43.69 دولاراً إلى 33.48% دولار- بخساره تصل الى24% مما جعل قيمة الشركه السوقيه تصل إلى 1.9 مليار دولاراً . وخلال نفس الاسبوعين انخفضت أسهم  شركه سترايكر من 49.55% دولاراً إلى 45.60% دولاراً بانخفاض يصل إلى 8% مما جعل إجمالي قيمة سترايكر تصل إلى 9 مليار دولاراً .

ما الذي جعل هاتين الشركتين تفقدان جانب كبير من قيمتها  في غضون فترة وجيزة كهذه ؟ أن شركه سترايكر أحد منتجى الخلايا التى يتم زراعتها لتصحيح التشوهات الجسدية إلى جانب تصنيع الادوات الجراحية , لم تصدر سوى نشرة  صحفية واحدة طوال هذين الاسبوعين .  في السادس عشر من يوليو اعلنت شركة سترايكر أن مبيعتها زادت بنسبة 15 % لتصل إلى 734 مليون دولاراً خلال الربع سنوية الثانية , بينما زادت الأرباح  بنسبة 31% لتصل الى86 مليون دولاراً . أن الأسهم ارتفعت بنسبه 7% في اليوم التالى و لكن سرعان ما هبطت مرة اخرى أما شركة بول , المصنع الرئيسى " لمرطبنات بول جازر " الشهيرة لتعليب وحفظ الفواكه والخضروات  تقوم حاليا  بتصنيع الاغلفة البلستيكية والمعدنية  للعملاء اصحاب الصناعات . و لم تصدر الشركه أي نشرات صحفية خلال هذين الاسبوعين .  و في 25 يوليو ذكرت شركة بول أنها حققت أرباح تبلغ 50 مليون دولاراً على مبيعاتها  بمليار دولاراً خلال الفترة الربع سنوية الثانية بنسبة إرتفاع تصل إلى 61%  في الدخل الصافى خىل نفس الفترة من العام السابق  .  و هكذا بلغت قيمة الأرباح   خلال الفترات الربع سنوية الاربعة إلى 152 مليون دولاراً ,  وهكذا كان يتم تداول السهم بما يفوق أرباح شركة بول ب 12.5 مرة .  وبقيمة دفترية تصل إلى 1.1 مليار دولاراً يمكنك شراء السهم بما يفوق قيمة الأصول الملموسة للشركة ب 1.7 مرة   (  و مع ذلك بلت قيمة شركة بول بما يزيد عن 900 مليون دولاراً  )   أما شركة استريكر فتنمى لمجموعة مختلفة  . ففى خلال الفترات الربع سنوية الاربع السابقة  حققت الشركة صافى دخل يصل إلى 301 مليون دولاراً , في حين بلغت القيمة الدفترية لشركة استريكر 570 مليون دولاراً  وهكذا كان يتم تداول الشركة بمضاعفات  ضخمة تفوق قيمة الأرباح  خلال الاثنى عشر شهرا الماضية بثلاثين مرة  , و ما يفوق القيمة الدفترية ل ست عشر مرة تقريبا .
على الانب الاخر منذ عام 1992 وحتى نهاية عام 2001 ارتفعت أرباح استريكر بنسبة 18.6% سنويا وزادت توزيعتها بما يقرب من 21% سنويا . و في عام 2001 انفقت شركة استريكر 142مليون دولاراً على الابحاث والتطوير من اجل تمهيد السبيل أمام تحقيق النمو في المستقبل .
فما الذي دفع هذين السهمين نحو الهبوط ؟ خلال فترة من ما بين 9 و 23 يوليو عام 2002 وبينما كانت شركة " ورلد كوم " تقف على شفى الافلاس هبط مؤشر داو جونز من 9096.09 . إلى 7702.34 . , أي بمعدل هبوط يصل 15.3 %  والانباء الطيبة هى أن بول و ستريكر تاه  وسط العناوين الرئيسية السيئة والاسواق المتداعية التى اخذت هذين السهمين معها نحو الهبوط و بالرغم من رخص سهم بول عن استريكر فإن الدرس المستفاد  هو ليس أن بول اقوى من استريكر صعب المراس و لكن على المستثمر الذكى أدراك أن حالات الذعر التى تصيب السوق قد تخلق اسعار عظيمة لشركات  جيدة  (  مثل شركة بول )  واسعار جيدة لشركات عظيمة  (  مثل ستريكر )  .
لقد انهت شركة بول عام 2002 و سعر السهم 51.19 دولاراً بأرتفاع يصل إلى 53%  من الانخفاض الذي شاهده شهر يوليو  .  أما سه ستريكر فقد انهى العام بسعر 67.12 دولاراً  بارتفاع يصل إلى 47 % و من أن لاخر تصبح أسهم  النمو والقيم المعروضة  للبيع بخصم و لكن ايهما سوف يقع عليه اختياره  فهذا أمر يعتمد على شخصيتك و لكن الأسهم الزهيدة الثمن يمكن الحصول بأى وسيلة تختارها .

الزوج السابع نورتل و نورتك
لقد تباهى تقرير عام 1999 السنوى الخاص بشركة نورتل نيت وركس  التى هى متخصصه في انتاج الالياف البصرية , لان هذا العام كان عاما ذهبية من الناحية المالية للشركة . اعتبارا من شهر فبراير عام 2000 كان سعر تداول سهم نورتل  الذي وصلت قيمته السوقية إلى ما يزيد على 150مليار دولاراً بما يفوق الأرباح  التى قدرها المحللون  ب  " وول ستريت " أنها سوف تحققها عام 2000 87 مرة و لكن إلى أي مدى تتمتع هذه التقديرات بالمصدقية ؟  أن حسابات القبض الخاصة بنورتل – هى المبيعات التى تتم للعملاء الذين لم يدفعوا فتورتها بعد -  بلغت مليار دولاراً في العام الواحد . لقد اشارت الشركة إلى أن الإرتفاع سببه زيادة المبيعات خلال الربع الرابع من عام 1999 , و مع ذلك تضخم حجم المخزون من معدات الشركة لما تصل قيمته إلى 1.2 مليار دولاراً مما يعنى أن شركة نورتل كانت تنتج معدات اسرع من أن تتخلص منها تلك المبيعات المتزايدة . في الوقت نفسه , قفذت فواتير تورتل الخاصه بحسابات القبض طويلة المدى – أي الفواتير التى لم تدفع عن عقدود سوف تستغرق عدة سنوات -  من 519 مليون دولاراً إلى 1.4 مليار دولاراً  . واجهت الشركه صعوبات في احكام سيطرتها على التكاليف وارتفعت عمليات البيع والتكاليف الادارية بصفة عامة من 17.6% من العوائد
1997 إلى 18.7 % عام 1999 . وهكذا خسرت نورتل 351 مليون دولاراً عام 1999 و على الجانب الاخر نجد شركة نورتل التى تنتج الواح تزلج و اجراس الابواب و مراوح ومكابس القمامة تغطية للافران .
فى عام 1999 استطاعت نورتك تحقيق أرباح بلغت 49 مليون  دولاراً من مبيعات تبلغ 1.1 مليار دولاراً عام 1997. أن هامش أرباح نورتك (  صافى الأرباح  كنسبة من صافى المبيعات )  ارتفع بما يعادل الثلث من 1.9% إلى 2.5 %  و تمكنت نورتك من خفض النفقات ير المباشرة من 19.3 5 من العوائد ل 18.1%  و احقاقا للحق فإن جانب كبير من عمليات توسع نورتك كان مصدرها شراء الشركات الاخرى وليس بسبب النمو الداخلى والاكثر من هذا أن دين شركة نورتك بلغ مليار دولاراً و هو عبأ هائل بالنسبة لشركة صغيرة  و لكن في فبرايرعام 2000 عكس سعر نورتل – الذي بلغ خمسه امثال ارباحها عام 1999 – جرعة صحية من التشابه و على الجانب الاخر , كان سعر نورتل – الذي فاق التقديرات التخمينية التى قد تحققها في العام الماضى – بمثابه جرعه تفاؤول زائدة .  و بعد كل ماقيل و كل ما تم بدلا من أن تحقق نورتل ربحية تقدر ب 1.30 دولاراً للسهم – التى تنبأ بها المحللون- فقدت نورتل 1.17 دولاراً للسهم عام 2000 وبحلول نهاية عام 2002 كانت ورتل قد خسرت 36 مليار دولاراً و 8 مليون دولاراً عام 2001 و 55 مليون دولاراً خلال الاشهر التسع الاولى من عام 2002  وارتفع السهم من 28 دولاراً إلى  45.75 دولاراً  بحلول عام 2002 بأرباح بلغت 63% .  و في يناير عام 2003 , جعل مدير نورتك أسهم  الشركة  يتم تداولها داخليا حيث قام بشراء الأسهم من جماهير المستثمرين بسعر 46 دولاراً للسهم  و في الوقت نفسه هبط سهم نورتل من  58.81 دولاراً في فبراير عام 2000 إلى 1.61 دولاراً في نهاية عام 2002 بخسارة تقدر 97%

الزوج الثامن: شركة  " ردهات "  , و شركة  " براون شو "

فى 11 اغسطس عام 1999 قامت شركة  " رد هات "  ,احدى شركات تطوير برامج  " لينوكس "  , ببيع سهمهما إلى العامة لاول مرة . و لقد كانت الشركة سهما مميزا . فقد بلغ سعر افتتاح تداول السهم الذي كانت قيمتة في بداية طرحه عند 7 دولارات إلى 23 دولاراً , و بلغ سعر الاغلاق 26.031 – بأرباح تقدر ب 272%  
وخلال  يوم واحد ارتفع سعر  " رد هات "  أكثر  من الإرتفاع الذي حققته شركة براون شو خلال ثمانية عشر عامل . وبحلول 9 ديسمبر بلغت أسعار  " رد هات "  143.13 دولاراً أي ما وصل 1.944% في غضون أربعة أشهر. و في  الوقت نفسه أحكمت " براون شو "  سيطرتها على شئونها , فالشركة التى تأسست عام 1878 , وهى شركة لبيع الاحذية بالجملة ,تدير 1300 متجر لبيع الاحذية في الولايات المتحدة وكندا . و لقد هبط سعر سهم براون شو من 17.50 دولاراً في 11 أغسطس إلى 14.31 بحلول 9 ديسمبر و طوال عام 1999 فقدت أسهم   " براون شو " 17.6% من قيمتها   .
الى جانب تمتعها باسم لطيف و كونها سهم ساخن , علام حصل مستثمرى  " رد هات "  ؟ خلال الاشهر التسع التى انتهت في 30 نوفمبر حققت الشركة عوائد تصل إلى 13  مليون دولاراً والتى تكبدت خسارة صافية تصل إلى 9 مليون دولار   .  أن انشطه  " رد هات "  لم تكن أكبر من دكان لبيع المعلبات على ناصية الشارع – وكانت أقل ربحا. و لكن جعل المتداولون , الذين الهبت حماستهم كلمات مثل  " برامج " و  " انترنت "  , القيمة الاجمالية لسهم  " رد هات "  تصل إلى 21.3 مليار دولاراً بحلول 9 ديسمبر.
و ماذا عن " براون شو "  ؟ خلال الفترات الربع سنوية الثلاث, بلغ صافى مبيعات الشركة 1.2 مليار دولاراً وأرباحها إلى 32 مليون دولاراً . لقد كان سهم  " براون شو "  يبلغ 5 دولارات نقدا و عقارا. وبالرغم  من الاطفال كانوا لا يزالوا يشترون احذية  " باستر براون شوز "  إلا أن إجمالي قيمة سهم  " براون شو "  في 9 ديسمبر وصل إلى 261 مليون دولاراً أي ما يعادل 1/8  من حجم  " رد هات "  بالغم من أن عوائد  " براون شو "  تفوق عوائد رد هات ب 100 مرة . وبهذا السعر تم تقييم  " براون شو "  بما يفوق أرباحها السنوية ب 7.6 مرة و أقل من ربع مبيعاتها السنوية. و على الجانب الاخر لم تحقق رد هات أية أرباح على الاطلاق في الوقت الذي كان سهمها يباع فيه بما يفوق المبيعات السنوية ب 1000 مرة.
لقد تكبدت شركة رد هات خسائر فادحة و سرعان ما لحق بها سهمها أيضا.
أما  " براون شو "  فقد استمرت في تحقيق الأرباح  و ربح معها مساهموها:

جداول 18-4  " رد هات "  في مقابل  " براون شو "

                                                                        2000                    2001            2002

رد هات
اجمالى العائد %                                                 -94.1                     13.6              -16.8                        
صافى الأرباح  بملايين الدولارات                            -43                         -87                -140

براون شو
اجمالى العائد %                                              -4.6                           28.2             49.5
صافى الأرباح  بملايين الدولارات                         36                             36                 -4

ملحوظة : إجمالي العوائد للسنه التقويمية , و صافى الأرباح  للسنة المالية.
المصدر:www.morningstar.com

ما الدرس الذي تعلمناه ؟ أن السوق ينبذ مبادىء  " جراهام "  على المدى القصير , و لكن تكون الغلبة في النهاية لتلك المبادىء . إذا قمت بشراء سهم لآن السعر يتجه نحو لصعود – بدلا من التساؤل عما إذا كانت القيمة الحقيقية للشركة تتزايد أم لا – فأنك أجلا أو عاجلا سوف تشعر بالاسف الشديد , و هذا أمر اكيد لا محالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق